مستخلص
تتحدث الدراسة عن التحديات التي تواجهها المكتبات في هذا العصر الرقمي وعن دور المكتبات الجامعية، والنشر الإلكتروني في مجتمع المعلومات• كما قدمت لنا تقريراً عن دوريات المكتبات الجامعية ودورها في الأبحاث العلمية وعن المشكلات والمتاعب التي تعاني منها المكتبات، إضافة إلى نموذج للتعاون بين المكتبات في الدول المتقدمة وهوعبارة عن اتفاق تعاون بين برلين وبراندنبورج في ألمانيا•
مقدمة
من بداهة القول، أن الثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم، وتقنيات الاتصال المتطورة الحديثة استطاعت تغيير الكثير من الأعمال والسلوكيات، وسبل الاتصال بين الباحثين، كما غيرت من أعمال المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات، ومقتنياتها ومعالجاتها مواكبة للعصر وآفاقه المتغيرة يوما بعد يوم، لأن هذه المؤسسات العلمية أن لم تتحرك في هذا الاتجاه فإنها لا شك ستفقد مكانتها وأهميتها، وتصبح فائضة عن الحاجة•
إن استخدام التكنولوجيات المتطورة في المكتبات ومراكز المعلومات إنما يزيدها قوة وتأثيرا، وصلابة• وأن استخدام شبكة إنترنت والأقراص المدمجة والوسائط المتعددة في المكتبات وغيرها من مصادر ووسائط المعلومات الإلكترونية، فضلا عن الفهارس الآلية وما إليها لا يعني بالضرورة أنها ستحل محل المكتبات، بل وتقضي عليها• وتشير دراسات متعددة قام بها علماء ومتخصصون في المعلومات والمعلوماتية إلى أن هذه التكنولوجيات تزيد من أهمية المكتبات ومراكز المعلومات، وتجعل الباحثين يقبلون عليها اكثر من أي وقت مضى، سيما وان هذه التكنولوجيات لم تجعل أوعية المعلومات التقليدية حتى الآن فائضة عن الحاجة، بل وقفت إلى جانبها، ويشدد كثير من المستفيدين "على أهمية وجود أوعية المعلومات الإلكترونية، كالأقراص المدمجة، والإنترنت، لمساندة أوعية المعلومات المطبوعة، وجعل المعلومات بكافة أشكالها متاحة للمستفيدين، وتقديم افضل خدمات متاحة في المكتبات اليوم"(1) •
وتعد المكتبات الجامعية اسبق من غيرها من أنواع المكتبات في استخدام التكنولوجيات الحديثة، وخدمات البحث الآلية، والمعالجة الآلية للمعلومات، قصد مساندة التعليم والبحث العلمي في الجامعة وهي قمة الهرم العلمي في المجتمع، ومنارة البحث•
1• التحديات وثقافة المواجهة
تواجه هذه المكتبات في العصر الرقمي مجموعة من التحديات أهمها:
• 2•ـ ثورة المعلومات التي تفرز كل يوم بل كل ساعة كميات هائلة من المعلومات العلمية، بحيث لا يمكن لأي مكتبة في العالم أن تدعي لنفسها الاكتفاء الذاتي، مهما بلغت إمكاناتها المادية ومواردها البشرية•
2 • 2•ـ تنوع أشكال مصادر المعلومات التقليدية، والسمعية البصريةـ والإلكترونية وما إليها•
3 • 2•ـ توفر البدائل المنافسة لها كالإنترنت مثلا•
4 • 2•ـ تنوع احتياجات المستفيدين ومطالبهم وعمق تخصصاتهم، كما وكيفا•
5 • 2•ـ ارتفاع تكاليف توفير مصادر المعلومات(2)•
6 • 2•ـ الانتشار الواسع للدوريات الإلكترونية وصعوبة اختيار ما يتلاءم مع حاجات المستفيدين، وإمكانات المكتبة، مع توسع النشر الإلكتروني بعامة، والمعلومات المشبكة التي تصب في صميم حاجات الباحثين وتقدم بحوثهم العلمية•
7 • 2•ـ ملكية مصادر المعلومات أو إتاحة الوصول إليها عبر اتفاقيات الترخيص وما في حكمها•
8 • 2•ـ إنشاء المكتبات الرقمية (Digital Library) أو ما يسمى أيضا بالمكتبات الإلكترونية (Electronic Library) أو المكتبات الافتراضية (Virtual Library)، وما يتصل بها من معالجة وتزويد وتوفير المعلومات وما إليها•
9 • 2•ـ مواكبة الوسائط المتعددة ذات الأهمية البالغة اليوم في التعليم والتعليم العالي، بل هي من أهم الوسائل استخداما في نقل المعلومات حتى اصبح عصرنا الحاضر يسمى بعصر الوسائط المتعددة (Multi Media)، وهي الوسائط اصبح لها علماؤها، ونجومها وخبراؤها، ورساميها، ومكتبييها•
10 • 2•ـ الأطروحات الجامعية الإلكترونية وما يتصل بها من تخزين واسترجاع وحقوق مؤلفين وإدخال في الشبكة، ووضعها بصورة ملائمة تحت التصرف(3)•
لذلك كله توجب على المكتبات الجامعية أن تنهض لمواجهة هذه التحديات بروح عالية من المسؤولية، الأمر الذي يتطلب منها وضع جميع إمكاناتها المتاحة، واعتماد المواقف اللازمة، والاستعداد المادي والبشري لمواجهة تكنولوجيا الاتصال وتطوراتها المتسارعة والسعي لاستخدامها بأفضل كفاءة واقل تكلفة ممكنة، والتعامل معها ببراعة وذكاء، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التعاون على المستويات المحلية، والإقليمية، والقومية، والدولية قصد المشاركة في مصادر المعلومات المتاحة، والاقتناء التعاوني، والإعارة التعاونية، كذا النشر التعاوني، وإعداد الفهارس الآلية، ووضع المقاييس وأدوات العمل الموحدة، وضمان أمن المعلومات وسلامتها(4)•
2• المكتبات الجامعية في مجتمع المعلومات
بدأ المكتبي الألماني بيرند فون ايجيدي (BERND VON EGIDY) محاضرة له في جامعة توبنجن الألمانية حول مستقبل المكتبات عام 1999 بقوله:"إذا أردت أن تجفف مستنقعا، فلا عليك أن تستشير الضفادع"، وهكذا فان الجهات التي تسهر على تطوير وتحديث تكنولوجيا الإعلام والاتصال لا نسأل المكتبيين وما في حكمهم رأيهم في كل ما تبدعه وتبتكره من وسائل وتجهيزات، وتأثيراتها السلبية في مجالات كثيرة، بل الواجب على هؤلاء أن يواكبوها ويستعدوا لمواجهتها حتى لا تصبح مؤسساتهم فائضة عن الحاجة(5)•
والمكتبات بعامة اليوم وبخاصة منها المكتبات العلمية ليست مشكلتها في تامين مزيد من الأموال للمقتنيات الجديدة وما في حكمها، بل عليها أن تتحول لنوع آخر من المكتبات يواكب العصر وتطوراته المتلاحقة، ونتيجة لأنواع أخرى من التنظيم، فالآخرون بدؤوا يجففون الماء من تحتها قصد جعلها تتخلى عن وضعها التقليدي، وتدخل مجتمعا آخر هو مجتمع المعلومات الذي لا يعتمد الورق أساسا لوجوده•
وتعبر أزمة الدوريات التي تعيشها المكتبات الجامعية اليوم اصدق تعبير عن هذا الصراع الذي يتجلى في تزايد طلبات إلغاء اشتراكاتها في الدوريات الورقية لحساب الدوريات الإلكترونية•
وتجد هذه المكتبات نفسها اليوم أمام قوانين جديدة للإعلام والاتصال، ونقل المعلومات وقواعد جديدة لبرامج الكومبيوتر، وحقوق التأجير، والإعارة، والطبع عن بعد، فضلا عن الدوريات الإلكترونية وما إليها•وهنا يجب على هذه المكتبات مواكبة هذه التحولات والقوانين، مع سعيها للحفاظ على واجباتها المعروفة، وحقوقها المألوفة ما أمكن ذلك، وبخاصة منها حقها في كونها وسيط لنقل المعلومات العلمية ووضعها تحت تصرف المستفيدين دون قيود، حفاظا على استمرار البحث العلمي، وتقدم الباحثين وحمايتهم من الوقوع تحت رحمة تجار المعلومات والمنتجين الذين ينشغلون بالربح المادي اكثر من أي شيء آخر•
والمكتبات بطبيعتها ليست مؤسسات للربح المادي، بل لنشر الثقافة بين الناس بأفضل السبل واقل التكاليف، فهي تقدم خدماتها العلمية ـ الثقافية بعيدا عن المفهوم التجاري، ولكنها اليوم وهي تدخل مجتمع المعلومات عليها أن تفكر في تحقيق بعض الدخل لها حتى تتمكن من البقاء والاستمرار، وذلك بتقديم بعض المنتجات لتغطية مصاريفها، ودعم ميزانيتها، أو بتقديم بعض خدماتها بالمقابل، ولا خيار لها في ذلك، فهي تجد نفسها مضطرة اليوم للتخلي عن مبدأ التثقيف والتكوين بدون مقابل• ومن أمثلة مجالات الدخل هذه نذكر على سبيل المثال: رسوم الاشتراك في الندوات والملتقيات العلمية والأيام الدراسية التي تقيمها المكتبة بين حين وآخر، أو تأجير بعض قاعاتها لنشاطات أخرى، كذا تأجير بعض المساحات الشاغرة لديها للطباعة طبق الأصل، أو لتجهيزات القهوة والشاي وما إليها، أو حتى بيع مواد تتصل بموضوعات المعارض المقامة لديها كالملابس الرياضية والميداليات والتحف وغيرها• ومن المفيد الإشارة هنا إلى اتفاقيات الدعم التي يمكن للمكتبة أن توقعها مع مؤسسات ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية تخدم أهدافا شبيهة بأهداف المكتبة، بحيث تتعهد المكتبة بالوقوف إلى جانب هذه المؤسسات والدعاية لمنتوجاتها، والتعريف بها، مقابل الدعم المادي الذي تتلقاه منها(6)•
3 • النشر الإلكتروني والوسائط الرقمية
لقد غيرت تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة بصورة جذرية في مجالات الاتصالات العلمية وطبيعتها وسبلها، وألزمتها بوضع مسودات عمل جديدة، والمؤشر الجديد لحل مشكلات تبادل النماذج بين المكتبات يدعى اليوم الرقمية (Digitalisierung)،من خلالها تتضاعف كمية المعلومات العلمية مرة واحدة كل (12)سنة• ففي السنوات الثلاث الأخيرة من القرن العشرين فقط نشرت أوراق علمية وبحوث في مجال الكيمياء فقط اكثر مما وضع في تاريخ الإنسانية جمعاء حتى ذلك الحين• ومعروف أن الأشكال المطبوعة للكتب والدوريات لم تعد تنمو بصورة ملحوظة في هذا الاتجاه، بل بدأت الأوعية والأشكال الرقمية تحل محلها شيئا فشيئا، وبذلك أصبحت الوسائط الإلكترونية تغير العملية العلمية من أساسها(7)•
أن عقد المعلومات التقليدي (المؤلف، المجتمع المتخصص، الناشر، الطابع، المكتبة) لم تعد اليوم كما كانت من قبل، بعد أن بدا النشر الإلكتروني يفرض تأثيره القوي على البحث العلمي، وبالتالي اخذ يطرح مصطلحات جديدة غير مترابطة بالصورة التقليدية التي كانت عليها من قبل مثل "النشر"،:الدورية"،"المجموعة"،أو "المكتبة"، بصورة مستقلة الواحدة منها عن الأخرى• كما أن الإنتاج العلمي وتعدد نسخه وتوسيعه أدى بمساعدة تكنولوجيا المعلومات والوسائط الحديثة إلى قيام "نماذج جديدة للطباعة" كما أوجد طرائق جديدة لتبادل المعلومات بين المكتبات العلمية على مختلف الأصعدة•
ويطرح السؤال اليوم في هذا المجال حول مفهوم الوثيقة نفسها بصورة عامة، بعد أن أعيد تشكيلها في شكل جديد خلال العصر الرقمي، الذي يتطلب استعدادا اكبر من قبل المؤلفين، والمكتبات، والقراء للتخلي عن الدوريات والرسائل الجامعية التقليدية لصالح الرقمية والنماذج الجديدة(
•
وترى المكتبية الألمانية أليس كيلر (Alice Keller) أن عالم المعلومات سيكون عند عام (2010) على النحو التالي:
ـ جميع المعلومات الببليوغرافية عن الوثائق،والفهارس وما في حكمها ستكون إلكترونية•
ـ جميع العروض في المنازل،وخدمات الويب (www) ستكون إلكترونية أيضا•
ـ الببليوغرافيات،القواميس وما في حكمها ستكون إلكترونية بنسبة 100%•
ـ الدوريات سوف يتم الرجوع إليها إلكترونيا بنسبة 90%•
ـ الكتب بالنصوص الكاملة ستكون إلكترونية بنسبة 20%(9)•
وتتنبأ شركة مايكروسوفت انه بدءا من عام 1010 سيتم التراجع بقوة عن الإصدارات المطبوعة الورقية اكثر فاكثر، بحيث لن تجد هناك عند عام 2020 دوريات أو صحف مطبوعة إلا انه هناك اليوم في بعض المجالات الضيقة صحف إلكترونية دون المقابل المطبوع•
إن طباعة الكتب التقليدية ما زالت اليوم تحتل ما يزيد عن 80% من مجموع الكتب المنشورة، وإن إقبال الناس عليها للقراءة والتعليم يجعلنا نتوقع استمرار بقائها في المستقبل المتطور كوسيلة مفضلة للتكوين ومحي أوقات الفراغ والقراءة العامة، نظرا لكونها تناسب عامة الناس في حياتهم العادية والتعليمية، بل أن حوالي 90% من المعلومات المنشورة إلكترونياً ما زال يعاد التعبير عنه بصورة تقليدية أو ما يشابهها• وجدير بالذكر أن اعتماد الأشكال الأرشيفية الموثقة للوثائق الإلكترونية جعلها تربح مركزاً افضل، وترسيخ أقدامها بصورة أقوى•
4• الدوريات في المكتبات الجامعية واتفاقيات الترخيص
تشير التقديرات الحديثة أنه يوجد اليوم ما يزيد عن (20.000) دورية علمية تهم المكتبات الجامعية، نصفها تصدر الواحدة منها اقل من (1000) نسخة•وقد ارتفعت أسعار هذه الدوريات في السنوات الخمس عشرة الماضية بنسبة (350%)، أصابت بصورة خاصة دوريات العلوم الطبيعية، والتقنية، والطبية•(10) وكان رد فعل اكثر المكتبات تجاه ارتفاع الأسعار إلغاء جانب من اشتراكاتها الأمر الذي دفع بالناشرين إلى رفع الأسعار اكثر لتغطية المصاريف والربح بسبب تراجع الاشتراكات، وهذا ما يمكن أن يعبر عنه (بالمحيط الشيطاني) ولا تجد المكتبات نفسها لأسباب مالية وغيرها قادرة على مواكبة هذا التحول والتطور في الإنتاج والزيادة في الأسعار، مع التوسع في النشر، وهو ما يقود بالضرورة إلى قيام أزمة نشر يعاني منها الناشرون قبل غيرهم•
أن التوقعات بان الدوريات الإلكترونية سوف تقود إلى تخفيض التكاليف وبالتالي الأسعار أثبتت عدم صحتها، لان أسعارها تضاعفت خلال سنوات قليلة ثلاث مرات، كما أن جميع المساعي التي بذلت للحد من هذا الارتفاع باءت بالفشل، وكانت النتيجة نشوء ثغرات هامة في مجال اقتناء المكتبات لهذه الأعمال العلمية الهامة•الأمر الذي دفع الجمعيات والمؤسسات العلمية الهامة إلى دخول ميدان النشر، وإصدار الدوريات العلمية قصد تخفيض أسعارها، واستطاع بعض هذه المؤسسات أن يحقق تخفيضات في أسعار منشوراته هذه بلغت حوالي 40%، ووضعها على بعض المخدمات (servers) لتعميم الاطلاع والفائدة•
ولم تعد معظم الدوريات الإلكترونية موضوعة بصورة حرة تحت التصرف، بل أصبحت ترتبط باتفاقيات الترخيص الواجب على المكتبة توقيعها مع الناشرين بالمقابل• فالمكتبات التي كانت تشتري الدوريات وتمتلكها في الماضي، أصبحت اليوم لا تملك الحقوق القديمة نفسها، بل تمتلك حق الدخول المحدود إليها وفق الاتفاق الموقع بينها وبين الناشرين• وتوجد اليوم بعض التسهيلات في الدفع مثل برامج (احجز واشتري) وبخاصة بالنسبة للدوريات التي تحتاجها المكتبات ولا تستطيع الاستغناء عنها• والمكتبة التي تريد الاحتفاظ بالدورية الإلكترونية على مخدمها الخاص (server)، فإنها تمنح بعض الميزات الأخرى أيضا• وتقوم النزاعات بين الناشرين وباعة الكتب والمكتبات، كل يريد الحفاظ على حقوقه ومصالحه(11)•
5• الكتب الإلكترونية والإصدارات الموازية
يشكل النشر الإلكتروني الكتب التعليمية والمراجع البحثية أقل من 10% من موجودات السوق، غير أن نماذج جديدة من الوسائط المتعددة تواكب التطور بما يجعلنا نتوقع أنها ستصبح خلال سنوات قليلة جزءا لا يتجزأ من المعاهد العليا الرقمية، وتدعم بالتالي النشر الرقمي(12) أما معظم الأعمال الإلكترونية الموازية المتوفرة للقصص المطبوعة والأدب الشعبي، فهي مبادرات ممتازة• كما أن سوق البرمجيات يقدم اليوم مؤلفات تعليمية رقمية بصورة تبادلية للأساتذة والطلبة بما يتلاءم مع حاجاتهم ومطالبهم، وبما تمكنهم من الاطلاع على المؤلفات والبحوث التعليمية في مجالات تخصصاتهم•
ويخلق الفصل بين وحدة الإعلام ووسائط التخزين مشكلات يجب أخذها بعين الاعتبار، منها ما يتصل على سبيل المثال بأرشفة المنشورات الإلكترونية، وسبلها، هل تتم أرشفة البرمجيات (Software) مع مكونات الحاسوب (Hardware) أي اسطوانة الحفظ، الشريط، مشغل القرص المدمج (CD-Player)، الحاسوب الشخصي (PC) مع الأقراص المرنة (Disketten)، الأقراص المدمجة القارئة (CD-Rom)، أدوات التشغيل ل (DVD) أم ينبغي الأرشفة بفصل الواحدة عن الأخرى•إذا كان الجواب بالاتجاه الأول أي اعتماد مبدأ الجمع، عند ذلك نكون بحاجة ماسة إلى تقنيين متخصصين بوسائط التشغيل القديمة والحديثة، قادرين على استخدامها في كل وقت، أم أن الأرشفة الأفضل تكون بإعادة تخزين الأوعية المتقادمة دائما فوق أجهزة حديثة مواكبة للتطور، أي نقلها فوق الأوعية التالية ثم اللاحقة وهكذا، وفي هذه الحالة يكتفي الإنسان بجهاز إرسال رقمي للمعلومات• إن الكتاب الرقمي القياسي (Standard) المفتوح، يجب أن يحقق قابلية تشغيل كل كتاب رقمي على كل جهاز قارئ رقمي، وهنا يجب الانتباه لموضوع حماية حقوق المالكين الرقمية، لأنها شرط أساسي للاستخدام، وليس هناك حتى الآن ما يؤكد بطبيعة الحال أن الكتاب المطبوع سوف يجد نهايته على يد النصوص ذات الأشكال الرقمية، فالقراء الذين يراجعون ويستخدمون الشاشة بدون حدود، لا يميلون إلى قراءة نصوص تزيد عن خمس صفحات فوقها(13)•
6 • المكتبة والمنتجات الإلكترونية
إن السلسلة التقليدية الموجودة بين المؤلف، المنتج، الناشر، التاجر، المكتبة تغيرت اليوم من خلال المعالجة الآلية للمعلومات في مجال النشر بعامة كما سبق ذكره• كما أن تأسيس مراكز النشر الإلكتروني يجب ألا تبقى مقتصرة على المجالات التجارية، بل يجب على المكتبات العلمية أن تطور نفسها لتصبح قادرة على آن تكون "مركز خدمة للعلوم والتعليم والبحث" ضمن مفهوم جديد يتعهد قضايا النشر الإلكتروني العلمية• وتعتبر الأطروحات الجامعية في مستوى الدكتوراه والماجستير مجالا خصبا للمكتبة في هذا الاتجاه، والأمر لا يحتاج إلى اكثر من وضع نظام يحمي حقوق الباحثين أصحاب هذه الأعمال ويضمن النشر الإلكتروني الملائم الداعم للاطلاع العلمي، ووضع المعارف الجديدة في جميع التخصصات تحت التصرف، ويدعم بدوره مهام المكتبة الجديدة•
وتوضع الأطروحات الجامعية عبر نظام معالجة النصوص، لذلك لا تكون مناسبة لإنترنت، وهنا تقوم المكتبة باختيار النظام المناسب بعد الاطلاع على تجارب المكتبات الأخرى التي أنجزت مثل هذه الأعمال مع ضرورة الانتباه كما ذكرنا إلى حقوق المؤلف، وحقوق الشخص الثالث• قبل أن تتولى نشرها إلكترونيا ووضعها على الخط، علما بان وضع هذه الأطروحات على الخط من قبل المكتبة بدون مقابل تستطيع وضع الشروط الملائمة للاطلاع، دون اعتراض من المالكين، علما بان شروط الحصول على الدكتوراه أو الماجستير يلزم أصحابها وضع عدد من النسخ المطبوعة تحت تصرف المكتبة التي تضعها بدورها قيد الاطلاع، وهذا الأمر يجب أن ينسحب على الإنتاج الإلكتروني لهذه الأطروحات، أما وضعها قيد الإعارة عن بعد فيتطلب أن يكون بالمقابل حماية لحقوق المؤلف والمكتبة(14)•
وفي هذا المجال ينبغي تحويل مراكز الأطروحات في المكتبات الجامعية إلى مراكز إلكترونية منظمة، يشارك فيها المبدع كمالك للوثيقة، الكلية أو القسم أو مركز البحث كصاحبة حق في المشاركة لأنها مجال التخصص، والمكتبة كجهة حافظة للمعلومات وناشرة للمعلومات ساهرة على تعميمها، ثم المكتبة الوطنية كمؤسسة مسؤولة من التراث والإنتاج العلمي الوطني، كذا الناشرين كجهات معتمدة لإنجاز أعمال النشر المطلوبة• وتقوم المكتبة الوطنية الألمانية (Die Deutsche Bibliothek) منذ عام 1998 بجمع الأطروحات الجامعية على الخط، وتقوم بدور الوسيط كمركز للتنظيم الخاص بالأشكال الرقمية•
7• النشر الإلكتروني ووظائف المكتبات العلمية
أن التطور المتلاحق في مجال النشر الإلكتروني ينعكس بطبيعة الحال على نظام المكتبة، ووظائفها، وأعمالها، بل وحتى مبانيها وتجهيزاتها• وفيها تصبح إحدى أهم وظائف المكتبيين إقامة منافذ لمصادر المعلومات المشبكة، يتصرف الواحد منهم وكأنه مدير معلومات في مجال عمله والتخصص الذي يتابعه• ويصف أحد مؤتمرات المكتبات الوطنية والجامعية البريطاني هذا التحول بقوله:" إن المكتبات الوطنية والجامعية سوف تستمر في متابعة أعمالها التقليدية المعروفة على مدى المستقبل المنظور، ولكن سوف تطور عملها في مجال أوسع من الخدمات والأعمال، وتقوم بأنواع أخرى اكثر تنوعا واتساعا• أما دور المكتبة كوسيط بين الباحثين ومصادر المعلومات فسوف يتغير، مع تدعيم الاتجاه بصورة أقوى نحو الفردية والكشف عن المراجع بصورة غير مركزية• ويبقى الباحثون في بعض التخصصات مستمرين في الاستخدام المركزي للمكتبة، ومن المتوقع العبور إلى مجال ارحب من طاولة القراءة وتحرير المعلومات، وان المكتبة نفسها سوف يكون لها دورا فاعلا في تحسين العبور إلى مصادر المعلومات المشبكة، وإنتاج المعلومات عبر المستويات الافتراضية"(15)•
وإذا كانت وظائف المكتبة التقليدية تتركز حتى الآن في بناء المجموعات، التعريف بها والإعلام عنها، وأرشفتها، ثم وضعها تحت التصرف، فانه لم يتغير تحول كبير عليها في العصر الإلكتروني، فان هذه الأعمدة تبقى موجودة في التحول الحاصل، الشيء الجديد الذي أضيف إلى ذلك هو الوسائط الإلكترونية التي تعتبر المحور الأساسي لهذا التحول• وهنا نقول أن تكاثر المجموعات محليا من خلال الشراء سوف لن تأخذ مستقبلا الأهمية السابقة نفسها، بل سوف تلعب قضية تامين الدخول إلى المعلومات عبر إدارة الترخيصات الدور البارز في المجال الإلكتروني، لان المكتبات لن تستمر في مهامها كمالكة للمجموعات فحسب، بل ستصبح وكالة غير نفعية لترخيصات المداخل الإلكترونية ووضعها تحت تصرف المستفيدين، وإدارتها لصالحهم، دون النظر إليها كوسيط وبغض النظر عن وجودها الفيزيائي• وسوف تحل عملية التصفية والاختيار للمعلومات العلمية والهامة والمطلوبة والأقرب من اهتمامات الباحثين في الحاضر والمستقبل، محل جمع اكبر قدر ممكن من المراجع والمؤلفات(16)•
وقد ابتكر المكتبي البرت بيلو (ALBERT BILO) سياسة مرنة لمجموعات المكتبات هي مزيج من الطريقة التقليدية والافتراضية (Virtoussen Methodenmix)،حيث يقول في هذا الصدد: "إن العمل المكتبي النموذجي يكمن باقتناء المجموعات الموضوعية المطبوعة الهامة والمطلوبة، وتقديمها محليا، مع السعي في اتجاه ربط نصوصها ومحتوياتها كاملة بالشكل الإلكتروني في عرض واحد، وتبويبها داخل اتجاهاتها الموضوعية الهامة، وجمعها بصورة افتراضية• وهكذا، من خلال هذا الربط بين المراجع، والنصوص الكاملة، وخدمات التوزيع يتم خلق من جديد يمنح قضية تامين المعلومات معناها المطلوب، والقدرة على تقييم العمل المكتبي من ناحية الكيف وليس الكم"(17)•
ولكن كيف تتم دورة العمل الداخلية المألوفة للمكتبة في ضوء ذلك؟ هل يكون من المفيد إنشاء قسم خاص بالعروض المعلوماتية الرقمية؟ يأخذ على مسؤولية ما يسمى (Virtous en Methodenmix) ويتعهد الوظائف اللازمة لذلك وهذا يعني أن يتولى هذا القسم عملية إجراء المفاوضات مع اتحادات وجمعيات المكتبات، ويدير اتفاقيات الترخيص لصالح المكتبة والمستفيدين من الطلبة والباحثين، ووضع الوسائط الإلكترونية تحت التصرف، مع تامين الأدوات اللازمة لتصوير المجموعات القديمة بواسطة السكانر أو غيره، مع تامين استرجاع الوثائق الرقمية بالطرق العلمية، والفهارس على الخط، إلى غير ذلك من الأمور التي تبقى بحاجة إلى مزيد من النقاش والحوار•
وبرغم رقمنه الوحدات المعلوماتية الأساسية في مكتبات كثيرة، فان وضعها لم يتغير تغيرا جذريا كما يحب أن يتصور البعض، إذ أن الواجبات التقليدية المكتبية ما زالت مستمرة وقائمة، فهذه المكتبات ما زالت تقوم بواجباتها لتامين المعلومات العلمية ووضعها تحت الصرف بغض النظر عن أشكالها وأوعيتها، وهكذا يمكن القول أن العمل المكتبي الأساسي لم يتغير، بل تطور وتوسع•
إن الاقتناء الفردي يتجه اكثر فاكثر نحو الاقتناء الجماعي، والمجموعات اللامركزية ونحو العمل التعاوني المرتبط مع بنوك المعلومات مع أجهزة بحث مركزية، وإرسال الوثائق عبر الشبكات• أن شعار المكتبات اليوم يتجلى في المقولة التالية: "نحن نساعدك لتخلق مكتبتك الشخصية"(18) من خلال هذا التعبير يمكن فهم عروض المكتبات العلمية للمستقبل، وسوف تترسخ اكثر المكتبات بخدماتها الإلكترونية، كما أن المكتبات التي تجمع المعلومات للطلبة والباحثين والعلماء ستزداد نموا، وليس العكس• كما أن الارتباط المكاني لم يعد ذا أهمية في المكتبات الرقمية، علما بأنه من المفضل أن تكون هناك وحدة مكانية بين مراكز الخدمات في المكتبات، ومراكز الوسائط المتعددة، ومراكز البحث، حتى تقوم بينهم وحدة عمل قوية لإدارة المعلومات في نظام التعليم العالي•
إن من واجب مكتبات التعليم العالي (مكتبات الجامعات، مكتبات الكليات والمعاهد العليا) أن تطور نفسها اليوم إلى مراكز المعلومات المحلية، أو إلى مراكز خدمات للمستفيدين، ولا يجوز أن تبقى مرتبطة ارتباطا وثيقا مع مؤسسات التعليم العالي والجامعات، برغم كون غالبية الطلاب والأساتذة ترغب في بقاء هذا الارتباط قويا•
وتبقى الكتب الإلكترونية تلعب دورا ثانويا في حياة المكتبات الجامعية اليومية حتى إشعار آخر، أما مجموعات الكتب التعليمية الإلكترونية، كذا الأمر بالنسبة لمكتبات التخزين الرقمية للدوريات فتبقى وظيفة المستقبل(19)•
8 • المكتبات العلمية وإدارة العروض الرقمية
تتعاون المكتبات بطبيعة الحال مع جهات خارجية، وتستخدم عروض خدمات واسعة، وهو تعاون لا بد منه اليوم، يجب تدعيمه وترسيخه، وبخاصة مع بنوك المعلومات للدوريات ما أمكن ذلك• لقد أضافت مكتبة جامعة ريجينسبورج الألمانية على سبيل المثال إلى بنك معلوماتها الذي تفيد منه وتستخدمه اكثر من (142) مكتبة علمية، بين كانون الثاني 2001 وحزيران من العام نفسه، (861) دورية إلكترونية جديدة متخصصة، بينها (350) دورية وضعت بصورة حرة تحت التصرف، وتبذل هذه المكتبة كما هو واضح جهودا حثيثة للحصول على مزيد من الدوريات الإلكترونية وبحوثها العلمية(20)•
وتحتل الدوريات المطبوعة اليوم قرابة 25% فقط من رفوف المكتبات العلمية، ومثلها تقريبا في أنواع أخرى من المكتبات، لذا يكون من المفيد إنشاء مكتبة لتخزين الدوريات الإلكترونية مع إمكانية نشر الجديد منها، وتوزيعها بصورة منظمة• وقد أقيمت في أمريكا حديثا مخازن الدوريات الإلكترونية (JSTOR)(21) بهدف الوصول إلى معلوماتها عبر سبل بحث متعددة، فضلا عن تسهيل الفهرسة التعاونية للمكتبات المشاركة•
لقد اصبح مصطلح "المكتبة المتخصصة الذكية" (Virtuelle Fachbibliothek) مصطلحا قديما بالنسبة لعروض المجموعات الخاصة في المكتبات لهذا العصر، لأنه اصبح معلوما، أن مسؤولية العلوم المتخصصة مستقبلا ستكون فقط من خلال البوابة المتخصصة (Fach Portale) مع إمكانية وجود الوسيط الملائم غير المركزي للوثائق الرقمية بوجود تسهيلات افضل للبحث (One- Stop- shopping)، وهذه لن تكون ممكنة التطبيق إلا عبر تعاون قوي بين بنوك المعلومات المتخصصة، والنصوص الكاملة للدوريات، والمنظمات المتخصصة•
ومن خلال الارتباط بالوسائل الحديثة، أصبحت مراكز المكتبات المترابطة (المتحالفة) أمام وظائف جديدة منها: إنتاج المعلومات المتغيرة، ومعالجتها، وتخزينها، كذا إثبات وجود وثائق التعليم العالي الإلكترونية وحفظها، مع تخزين النصوص الكاملة للدوريات، وتبادل المعلومات حولها مع مؤسسات أخرى، كذا عروض برامج المعلومات، التعاون حول وضع القواعد الجديدة المرتبطة بالمنشورات الإلكترونية، وهي وظائف لا تعد حتى الآن بين مجالات عمل المراكز المترابطة(22)• ومعروف أن المكتبات الرقمية ليست وحدة مكتبية واحدة، بل شبكة مترابطة محليا، ومرتبطة بمنابع كثير من المكتبات الأخرى وعارضي المعلومات•
لقد اصبح الفصل المطلق بين المكتبات ومراكز المعلومات جزءا من الماضي، وأم يعد التمييز بين المعلومات المتخصصة انطلاقا من نوع المنشورات أو البحوث العلمية للدوريات، كما أن المكتبات لم تعد منذ مدة غير قصيرة العارضة الوحيدة للمعلومات، فمنذ السبعينات توجد مراكز التوثيق ومراكز المعلومات العلمية المتخصصة• أما المكتبات فهي تتحمل مسؤولية عامة لتامين وضع المعلومات بدون عوائق تحت التصرف• وقد عرفت مركز المعلومات المتخصصة والمكتبات وما إليها بان التعاون القوي فيما بينها، والعمل المشترك هو السبيل الأفضل لنيل رضى المستفيدين، وتقديم الخدمات المعلوماتية الأفضل من خلال (One- stop- schopping) للوثائق الإلكترونية(23)• ومثل هذا النوع من التعاون اصبح مطلوبا بينها وبين الناشرين قصد تخزين افضل للدوريات الإلكترونية• مثل هذا التعاون قامت به جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إنشاء المكتبة الرقمية المبتكرة (Library Digital Initiative) (LDI) بالتعاون مع ثلاثة جهات كبرى عارضة للدوريات(24) وذلك قصد تطوير أرشيف خاص بالدوريات الإلكترونية فقط، حيث تمت لأول مرة أرشفة حوالي (1000) دورية إلكترونية لناشرين متعددين تحت مظلة واحدة• ويخشى الناشرون في هذا المجال من منافسة المكتبات لهم في حقل كان حتى الآن حكرا عليهم• وهناك أيضا من يخشى أن يتطور هذا العمل ليصبح تقديم المعلومات العلمية الإلكترونية بدون وساطة المكتبات، بل عبر التعامل المباشر مع الناشرين ومراكز التوثيق المتخصصة والعلماء، غير أن الإيجابيات الناتجة عن ذلك أقوى من المخاوف، لان المكتبات تستطيع تقوية مردودها من خلال هذا التعاون والعمل المشترك،وان توسع مشاركتها في تقديم المعلومات الإلكترونية والتقليدية في آن واحد، لذلك يجب عليها تدعيم هذا التعاون حاضرا ومستقبلا، وتوسيعه ليشمل أنواع أخرى من المؤسسات، للوصول إلى نماذج جديدة ومتطورة• وما المكتبات الرقمية (Digital Library) إلا نموذجا من النماذج التي أنتجتها المكتبات التقليدية، قصد تحسين سبل حفظ المعلومات ومعالجتها وتوصيلها إلى المستفيدين• لذلك نقول أن التغيير الجديد المطلوب لا يبدأ من نقطة الصفر، عندما تقدم المكتبات بعملها كمراكز خدمات ومعلومات لاستمرار التعليم والبحث وتطويرها، طالما ان الاتجاه اليوم لم يعد نحو امتلاك أوعية المعلومات، بل تامين الوصول إلى محتوياتها، "وقد يكون الوقت مبكرا لحدوث التحول الكامل، ولكن من المؤكد أننا نعيش بدايته، ولا ينبغي الاستمرار في الجدل حول هذه القضية لأنها تتعلق بفعالية خدمات المعلومات مقارنة بتكلفتها، بل يجب التركيز على التوازن المستمر بين الامتلاك وتامين الوصول إلى المحتوى"(25)•
9 • الاقتناء في المكتبات العلمية
تجد المكتبات العلمية (الجامعية) نفسها اليوم في أزمة حقيقية، نظرا لارتفاع حاجتها إلى المعلومات العلمية من جهة، ونقص وضع المؤلفات العلمية بصورة سهلة تحت التصرف، برغم الزيادة الكبيرة في الدوريات الإلكترونية، والانتشار الواسع لإنترنت، والمنشورات الإلكترونية الذي أدى إلى قيام تغيرات عميقة في تداول هذه المعلومات •
وتقدم على سبيل المثال مكتبة جامعة كولن للمستفيدين ما يزيد عن (5000) دورية إلكترونية بالنص الكامل، وذلك قصد توفير الدخول السريع والمريح للاطلاع على المعلومات العلمية المطلوبة(26)•ومع ذلك تجد نفسها مقصرة وعليها الحصول على المزيد• بعض هذه الدوريات تصلها عن طريق الترخيص الذي توقعه الجامعة والمكتبة مع الناشرين وهذا الأمر له تكاليفه المادية المرهقة في بعض الأحيان• وهنا يكمن بيت القصيد، ومن اجل تذليله تبذل الجهود، ويتم التعاون، وتبتكر مشاريع العمل الجديدة، وهو بطبيعة الحال ليس الهدف الوحيد، ولكنه واحد من أهم الأهداف المنشودة، الوصول إلى أوسع قدر من المعرفة، بأقل التكاليف الممكنة•
ومن أهم المشكلات والمتاعب التي تعاني منها المكتبات العلمية والتي تجعلها في أزمة، تبذل الجهود تلوى الجهود لحلها ما يلي:
ü تجد المكتبات العلمية نفسها في وضع مالي لا يمكنها من اقتناء ما تريد من الدوريات التي يحتاجها المستفيدون بسبب الأعباء المالية التي يتطلب قبل هذا الاقتناء، لذلك هي بحاجة إلى قوانين تحميها وتجعلها قادرة على الاقتناء بصورة افضل•
ü إن حوامل المعلومات الرقمية لا تقلل من الطلب على الدوريات المطبوعة، وهي لا تقلل الإعارة عن بعد بصورة عامة، بل تزيد من طلب المستفيدين للعناوين التي يحتاجونها من السوق، وبالتالي ترفع من مطالب المكتبة المالية لتلبية حاجاتهم•
ü أن المكتبات تجد نفسها في أزمة مالية، وان ارتفاع أسعار الدوريات وبخاصة الإلكترونية يزيد من متاعبها المادية، لذلك نجدها تواجه هذا الأمر بتخفيض الاشتراكات وعدم مشاركتها في بعض الدوريات، مما يؤثر سلبا على المستفيدين•
ü أن الثورة المعلوماتية، وما حملته معها من انطباعات تؤكد توفر المعلومات في كل زمان ومكان للجميع عبر الانترنيت، ما هو إلا أمر نظري، بينما أكد في الواقع حدودا وعوائق كثيرة أمام التقاط المعلومات•
ü ان سوق الطلب للمكتبات العلمية يتجلى عبر الإنتاج العلمي• لقد ازدادت الدوريات العلمية، وكثرت أعدادها ومستوياتها ومدى عمق تخصصها، ولكن ازدادت معها أسعارها أيضا(27)•
ü ليست المكتبات وحدها في أزمة، بل الكثير من المؤسسات العلمية المشابهة، والجهات العاملة في مجال النشر والإنتاج العلمي كلها في أزمة، بغض النظر عن أوعية المعلومات التي تنتجها، سواء كانت رقمية أم ورقية•
ü إن أزمة المكتبات لا يحلها مزيدا من المال فهذا لا يحل مشكلاتها إلا لوقت قصير، أو فترة وجيزة، لان ذلك لا يغير مواقف المؤلفين من عملية النشر، أو استراتيجيات الناشرين، أو مواقف ومطالب المستفيدين، أو حتى حركة المعلومات في المكتبات•
ü إن أزمة المكتبات لا يمكن حلها إلا من خلال عمل مشترك لجميع المشاركين في نظام المعلومات لحل هذه المعضلة على المدى المنظور، وجود استعداد عند الجميع لتغيير مواقفهم في مصلحة الجميع• أن تغيير المواقف غالبا يتحقق من خلال (المال) وبصورة بسيطة (قلة المال= قلة المعلومات= إلزام بتغيير إنتاج المعلومات)(28)•
ü على مستوى منتجي العلوم، المؤلفين، وهؤلاء يتصرفون من خلال قواعد وبنود اتفاقات ونظم جامعية، يجب موافقتهم على تطويرها بما يمنع استغلال أعمالهم تجاريا بصورة دائمة، وترك ذلك حرا أمام الناشرين•
ü على مستوى المستفيدين من المعلومات العلمية يجب موافقتهم على المشاركة في تحمل بعض التكاليف المادية عند الاستخدام، مع رسوم لاستخدام بنوك المعلومات وهذا نوع من المشاركة المادية في تشاطر التكاليف، دون أن يحرج ذلك مبدأ حرية الحصول على المعلومات ومبدأ المساواة بين الناس في تحصيل المعلومات•
ü بالنسبة للمسؤول عن الاتفاق عليه وضع شروط وتهيئة الظروف لإنشاء دراسات جديدة، وحقول بحث جديدة لتدعيم المعلومات الإلكترونية، العلم وتكنولوجيا الاتصال• وان التقدم في هذا المجال يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والوسائط المتعددة•
ü وعلى مستوى الناشرين التوجه نحو المناقشة المقبولة، دون جعل ذلك على حساب المستفيدين، ووضع سياسة حكيمة للاتفاقيات التي تعقد بينهم وبين المكتبات وما في حكمها تناسب جميع الأطراف دون إساءة إلى أحد•
ü على مستوى المكتبات يجب تغيير ميكانيزمات السوق، مع الابتعاد عن التجار الوسطاء وبخاصة في مجال المنشورات الإلكترونية، وتشجيع الشراء التعاوني(29)•
10• الترخيص للدوريات والوسائط الإلكترونية
أصبحت مسالة الحصول على الدوريات الإلكترونية وما في حكمها مرتبطة بترخيص الناشرين، أي باتفاق يوقع بين هؤلاء وبين المكتبات يحدد الشروط والاشتراكات الخاصة بهذه الدوريات والأمور المتصلة بوصفها تحت التصرف في المكتبة• ويرتبط الترخيص بقضايا حقوق المؤلف والحقوق المجاورة•
وقد صدرت القواعد الأساسية الأوروبية لهذه الحقوق في مجتمع المعلومات بتاريخ 22 حزيران 2001 بعد مناقشات مستفيضة على الصعيد الأوروبي شاركت فيها جهات كثيرة منها اتحادات المكتبات، إدارات المكتبات والمكتبيون، الناشرون، المؤسسات القانونية، وسائل الإعلام وغيرها في مختلف الدول الأوروبية• وهنا يمكن ملاحظة الأمور التالية:
1•ـ الناشرون والمكتبيون متفقون على الاعتراف بحق المؤلف في النشر الإلكتروني كما بالنسبة للنشر الورقي، وبضرورة العمل المشترك على حمايته•
2•ـ بعض الناشرين يتصرفون حيال هذه الحقوق على شكل احتكارات، الأمر الذي يسيء إلى مفهوم الحقوق، وينتج عنه استخدامات سيئة•
3•ـ المكتبات تقدم نفسها على أنها حامية الحق العام في الاطلاع والتثقيف، غير أن ذلك لا يجوز أن يبقى مفتوحا بدون حدود، بل عليها تفهم مطالب الناشرين المشروعة الخاصة بحقوق التأليف في العصر الرقمي، وبينها بطبيعة الحال التعريف الجديد لمفهوم الحق العام، الذي يعطي للمنشورات الرقمية اعتباراتها الخاصة(30)•
أن المكتبات ما زالت تدافع عن حق المواطن في استخدام المعلومات التقليدية والإلكترونية بدون قيود، وحقه في الاطلاع والتثقيف والتكوين والتعبير، من أجل مواكبة العصر، وتكوين المواقف الواعية عبر الاطلاع والبحث• كما تؤمن أن المعلومات يجب أن توضع تحت تصرف الجميع بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية أو الاقتصادية• واليوم نجد عروض المعلومات بالمقابل، والمكتبات لا تستطيع تحصيلها إلا عبر الشراء أو الترخيص، وهذه لها تكاليف، لذلك لا يمكن للمكتبات أن تستمر في فهمها القديم للحق العام، بل لا بد من بعض المرونة في هذا المجال، لأن المكتبات سواء "رغبت أم لم ترغب، ستجبر على فرض رسوم على الاستفادة من الخدمات الجديدة، وقد بدأت عملية فرض الرسوم في العديد من المكتبات الأكاديمية الكبيرة، حيث الوصول إلى مصادر المعلومات، والذي غالبا ما يكون غير مجاني، ملازما لامتلاك مصادر المعلومات كجزء من سياسة تنمية المجموعات"(31)•
وعند استخدام المكتبات للمنتجات الإلكترونية يجب اخذ الأمور التالية حيال حقوق التأليف بعين الاعتبار: الإعارة خارج المكتبة، النقل من أماكن العمل عبر المكتبة، النقل من انترنيت المكتبة، إعادة نشر المعلومات التي يحصل عليها المستفيد لاستخداماته الخاصة، إعادة نشر المجموعات عن طريق المكتبة• وهذه كلها مسائل تأخذ حيزا كبيرا من المعالجة في قوانين حقوق التأليف والحقوق المجاورة قصد ضبط هذه الحقوق، وإبعاد السلبيات، وبخاصة تلك المتصلة بالنشر الإلكتروني، لأنه عرضة للتصرفات السلبية اكثر من النشر الورقي(32)•
11 • نموذج للتعاون بين المكتبات
نقدم فيما يلي نموذجا للتعاون بين المكتبات في الدول المتقدمة نعرضه في ختام هذا البحث للاطلاع على النماذج الحديثة من العمل المشترك قصد تعميم الفائدة وتخفيض النفقات، وتامين دخول أوسع للمعلومات وإرضاء المستفيدين•
والنموذج الذي تعرضه هنا هو عبارة عن اتفاق تعاون بين برلين وبراندنبورج في ألمانيا جرى التحضير له من مختلف جوانبه بين عام 1997ـ 2000.
وتم توقيعه رسميا في 17أكتوبر عام 2001 بعد تطويره ليكون على شكل مركز بحث علمي تحت اسم:"اتحاد المكتبات التعاوني برلين براندنبورج"(33) في إطار مشروع علمي بدعم مركز (Konrad-zuse-zentrum) الذي يعمل في مجال تقنيات المعلومات• والغرض الأساسي من هذا الاتحاد تطوير تكنولوجيا معلومات جديدة لاستخدام وتقديم خدمات افضل في مجال المعلومات، من خلال اعتماد خاص على إنترنت• ويسعى هذا الاتحاد أو المركز لمساعدة المكتبات والمستفيدين منها على تحصيل المعلومات بأفضل صورة واقل تكلفة•
11 • 1 • منطلقات الاتحاد الأساسية
يسعى الاتحاد من خلال وجوده لتحقيق ما يلي:
ـ تطوير ادوات، واجهزة بحث لمعالجة الوثائق في منطقتي برلين وبراندنبورج، ووصفها تحت التصرف، مع السعي لرفع مستوى إمكانات المكتبات دعما لها ولفائدة المستفيدين•
ـ الاتحاد يعمل لفائدة جميع أنواع المكتبات المنتمية إليه (مكتبات علمية، متخصصة، عامة)•وفي أكتوبر عام 2001 انضمت إليه جميع مكتبات التعليم العالي في هاتين المنطقتين، وبعض المكتبات العامة والمتخصصة، وهو مفتوح لغيرها•
ـ إيجاد نموذج للمعالجة المترابطة غير المركزية، والفهرسة الآلية المحلية، مع امتلاك كل مكتبة مشاركة المرونة اللازمة في التنظيم والدخول لفائدة الجميع•
ـ وضع مخدم معلومات لاستخدام الببليوغرافيا الوطنية الألمانية منذ عام 1996.
ـ تحسين إمكانات البحث بخلق طاقات كبيرة وإمكانات واسعة لذلك•
ـ تحسين الصلات مع الخارج للوصول إلى المعلومات الدولية، وتمويل ذلك بصورة جماعية لفائدة الجميع، قصد تخفيض التكاليف على الجميع•
ـ حل المشكلات الفنيةـ التقنية بصورة تعاونية، ولفائدة المكتبات الصغيرة بشكل خاص•
ـ وضع الفهارس والخدمات الأخرى وجميع الإمكانات المتاحة تحت تصرف المكتبات والمستفيدين(34)•
11 • 2 • فلسفة إنترنت قاعدة للاتحاد
انبثق الاتحاد أساسا انطلاقا على إنترنت، فقد اعتمد مسوداتها الهندسية، ونموذج تنظيمها لتطوير نفسه منذ البداية أي منذ انطلاق مشروعة عام 1997. وهكذا فقد انعكست فلسفة إنترنت في مبادئ الاتحاد (KOBV) على النحو التالي:
11 • 2 • 1 • لانفتاح وعدم التجانس: لقد اعتمد الاتحاد مبدأ انفتاح إنترنت، فجعل نظامه المركزي بتجهيزاته ومبادئه منفتحا بما يجعل نموذج التنظيم لديه يسمح بدخول جميع المكتبات الراغبة، أي جعل نفسه منفتحا أمام جميع المكتبات• كما أن نظام المكتبات اللامتجانسة يلعب دورا هاما في المسودة التقنية للاتحاد، بما يمكن جمع نظم المكتبات المحلية بأنواعها من الارتباط بأجهزة البحث التابعة للاتحاد والموجودة على مستوى المقاطعات• ويطلب من المكتبات إبداء الرأي حول مدى مناسبة النظام لحاجاتها المحلية من النواحي الوظيفية، والمالية، وقدرات التحمل والسعة وما اليها، والهدف المتوسط والبعيد المدى لذلك هو مشاركة جميع أنواع المكتبات وأجناسها وأحجامها في هذا الاتحاد، من مكتبات خارجية، إلى مكتبات وطنية، وجامعية، ومتخصصة، ومكتبات إدارات ومؤسسات وعامة وغيرها•
11 • 2 • 2 • اللامركزية والمرونة: يؤمن نظام اللامركزية التعاون، ويجعل الوحدات المحلية قادرة على التحرك ضمن الاتحاد بما يناسبها، بل ويمكنها من إقامة وحدات صغيرة مناسبة لإجراءاتها المحلية عندما تجد ذلك ضروريا دون أن يؤثر ذلك على ارتباطاتها الفنية والإدارية بالاتحاد•
كما تسمح المرونة التي يعتمدها لنظم المكتبات المحلية تعديل نظمها القائمة او حتى تغييرها تماما بالسرعة التي تريدها من الجوانب الفنية دون أن يؤثر ذلك على مجمل النظام الذي يرعاه الاتحاد، او على المشاركين فيه، كما يمكنها من التحرك تجاه المستفيدين منها بالسرعة والاتجاه المطلوب•
11 • 2 • 3 • التعاون: تتم عملية إدارة الاتحاد من قبل تعاونية مكتبات برلين ـ براندنبورج• وتسمح إمكانات التعاون للمكتبات الكبيرة والصغيرة المشاركة فيه دون مشكلات تذكر، فالمكتبات الصغيرة تفيد من الكبيرة وترتبط بها فوق أرضية تقنية بتعاون واسع مع محافظة كل منها على نظامها المحلي• ويمكن للمكتبات المشاركة أن تقرر ما إذا كانت تريد بناء بنك معلومات ببليوغرافي بينها، أم تفضل استخدام أجهزة البحث الخاصة بالاتحاد• هذه الإمكانية موجودة ومتروكة بشكل حر للمشاركين، ولهم حق اختيار النموذج الأفضل•
11 • 2 • 4 • الاتصال عبر الشبكة ومتابعة التطوير: بدا الاتجاه منذ البداية نحو إقامة شبكة معلوماتية جديدة للاتحاد، فوق أرضية اتصال تقنية ـ إنسانية• أما نظم المكتبات المحلية فتقيم اتصالاتها مع الاتحاد، وبعضها مع بعض عن طريق الانترنيت• وقد اعتمد الاتحاد تقنيات اتصال حديثة لمختلف الموضوعات لصالح مجموعات العمل• والاتجاه مستمر نحو متابعة التطوير وفق الحاجات والأهداف المرسومة•(35)
الهوامش
1) الخليفي، محمد بن صالح• استخدام المكتبات في البيئة الإلكترونية (دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات)، مج16 •، ع• 3 (سبتمبر 2001) ص • 25 •
2) المرجع نفسه، ص• 30 •
3) صوفي،عبد اللطيف• التحديات المعلوماتية وثقافة المواجهة• مجلة المكتبات والمعلومات• قسنطينة: قسم المكتبات، ع• 1، (افريل 2002).ص • 10 •
4) المرجع نفسه، ص• 20 •
5) Tubingen bibliotheksinformationen. Mitteilungsblatt fur das bibliothekssystem der universitat tubingen. 21 (1999), h.1, p.3.
6) Berger, Gabriel. Der sponsorungvertrag BD.32 (1998) p.1092.
7) Zimmer, Dieter.e. Die bibliothek der zukunfr. Text und schrift in den zeiten des internet. Hamburg. Hoffman camp, 2000. P.66.
Schmolling, Regine. Paradigmentwechsel in wissenschaftbestimmung. BD.35 (2001)9.p.1039.
9) Saur, Klaus Gerhard. Elektronische Medien. Munchen: Sauer, 1999. P.284.
10) Schmolling, Regine. Op. Cit. P.1044.
11) Bilo, Albert. Anpassung oder strukturwendel. Elektronische publikation und digitale bibliotheken ans der sicht bibliothekarische praxis. In: troger. P.131.
12) Schmolling, Regine. Op.cit. p.1046.
13) صوفي، عبد اللطيف. المعلومات الإلكترونية في المكتبات: التحديات وثقافة المواجهة
14) Troger, Beate. Einleitung, Wissenschaft online. Elektronische publizierten in
bibliotheken und hochschule. Frankfurt: Klosterman, 2000. P.14.
15) The Britisch standing conference of national and university libraries (SCONUL).in:" The academic library in the year 2002. What will the future look like?" SCONUL vision,
http://SCONUL.ac.uk/vision.htm.16) Schmolling, Regine. Op.cit.p.1049.
17) bilo, Albert. Op.cit. p.133.
18) " we help you to create your personal library"
19) Bundesministerium fur bildung und Forschung "nutzung elektronischer
wissenschaftlicher information in der hochschulbildung. Dortmund: 2001,p.31.
20) Hutzler, Evelinde. Elektronische zeitschriften in wissenschaftlichen Bibliotheken. In: Troger, p.63.
21) (JSTOR)= Journal storage.
22) Troger, Beate. Op.cit. p.15.
23) Schmolling, Regine. Op.cit. p.1058.
24) هذه الجهات هي: Blackwell publishing, John Wily and sons, university of chicago press. ويتم تدعيم المبادرة ماليا من طرف مؤسسة ادروميلون (Adrew Mellon).
25) المسند، صالح بن محمد. تقنيات المعلومات والاتجاهات الراهنة في المكتبات ومراكز المعلومات• (دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات) القاهرة، دار غريب للنشر، م• 5، ع• 3 )سبتمبر 2000(.
26) Clajus, Gesila, Maier, Christina: Elektronische zeitschriften an der universitat und stadtbibliothek koln. BD.35 (2001)9. P.995.
27) Kirchgassen, Adalbert. Die v