الوقت هو العامل الأساسي لإدارة الأموال والإستثمار بفعالية. حيث أنه كلما زاد الوقت الذي تمضيه في الإستعداد والتحضير لإدارة أموالك، زاد العائد الربحي على إستثماراتك.
لذلك نستطيع القول كلما بدأت في الإستعداد مبكرا لإدارة أموالك زادت فعالية إدارتك لأموالك. والملاحظ ان أغلب الناس يبدأون التخطيط متأخرين وبذلك تصبح العملية بالنسبة لهم لا تعدو كونها أكثر من محاولات لإدارة مايملكون.
ببساطة كل برنامج إستثماري مصمم للإجابة على أربعة أسئلة:
1. ما هي الأهداف المالية؟
2. ما هي الفترة الزمنية المطلوبة للوصول لهذه الأهداف؟
3. ما هي المصادر المالية المتاحة؟
4. ماهي المخاطر الممكن مواجهتها للوصول للأهداف؟
الإجابة على السؤال الأول من المفترض أن تكون واضحة ومركزة. فإيجاد مكان للعيش فيه مثلا لايعد هدفا ماليا لأنه في الواقع ضرورة حياتية. تحديد الأهداف المالية يعتمد على المستوى المعيشي للمستثمر. فمثلا، إذا كان الإستمتاع بعطلة فارهة ضرورة سنوية للمستثمر فإن ذلك يعني إستهلاك ما يمكن توفيره من أموال خلال العام وبالتالي يبقي على أموال أقل للإدخار أوالإستثمار. إدارة الأموال والإستثمار لاتمنع من استمتاع المستثمر بحياته ولكن تحدد الأهداف وأولوياتها وبالتالي مصاريف إختياراته.
بتحديد الأهداف، يمكن تحديد الوقت والزمان للوصول لتلك الأهداف. التقاعد الوظيفي مثلا أمر مسلم به، ولكن متى تريد ان تتقاعد؟ وماذا عن الإلتزامات المادية؟
بنظرة فاحصة للمستقبل يمكن تقدير التمويل المادي المطلوب ومتى يمكن توفير ذلك التمويل من خلال تقدير المدخرات والإحتياجات الاستثمارية.
مدى النجاح في تحقيق الأهداف في الوقت المناسب يعتمد على المال المتوفر والزائد بعد قضاء المصاريف الحياتية اليومية. فالمال المتبقي هو ما هو متاح للتخطيط المالي. لكن الممتلكات والأصول الحالية والالتزامات المالية يجب أن تأخذ في الإعتبار لأنه يمكن إعادة ترتيبها أو حتى بيعها لتوفير الميزانية وتقليل المصاريف.
عند توفر السيولة وتحديدها، يتعين علينا أن نقرر أين نستثمر أموالنا. إتخاذ قرار كهذا يتطلب منا أخذ المشورة ولكن قبل ذلك من المهم على المستثمر تحديد مدى الخطورة والمغامرة التي يمكن له أن يتقبلها. ومن المعلوم انه كلما كانت الخطورة والمغامرة كبيرة كلما زادت العائدات الاستثمارية ومع ذلك ينبغي الموازنة.
بالإجابة على الأسئلة الأربعة ووضع الخطة الاستثمارية تحت التطبيق من المهم جدا مراقبة ومتابعة الأداء الإستثماري فمن المحتمل أن يكون الأداء مختلف عن تقديراتنا الأولية أو ربما تكون بعض الأهداف غير ممكنة وبالتالي نحتاج لمراجعة المخطط الموضوع.
صحيح أن عملية التخطيط المالي تأخذ وقتا وجهدا ولكن هكذا هو الإستثمار الذي يكلف القليل ويعطي الكثير.
المصدر
::. حسين التركي