دراسات حول العنف الأسري
الأستاذ الدكتور عبدالله عبدالعزيز اليوسف
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام
\
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني بان أقدم لكم وبشكل عرضاً موجزاً لأول دراسة من نوعها حول العنف الأسري في المجتمع السعودي والتي أجراها أحد ابرز أعلام علم الاجتماع على المستوى العربي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز اليوسف أستاذ علم الاجتماع في جامعة الامام بالرياض ، وقد اخترت عرض هذه الدراسة لوصولها إلى نتائج متميزة تحتاج منّا - كأرباب اسر قبل أن نكون باحثين - الوقوف عليها كثيراً ومحاولة الاستفادة منها فيما يتعلق بتعاملنا مع زوجاتنا وأبنائنا والعاملات في بيوتنا
إليكم مع التحية والتقدير والدعاء لأستاذنا الدكتور أبو نواف بدوام الصحة والعافية وأن يجعل كل جهوده في ميزان حسناته إنه جواد كريم ،،،،
في دراسة هي الأولى من نوعها حول العنف الأسري في المجتمع السعودي أجراها الأستاذ الدكتور عبدالله عبد العزيز اليوسف على أربع شرائح من الممارسين وقد هدفت للوصول إلى مجموعة من الأهداف هي :
1- معرفة أكثر أنماط العنف العائلي انتشاراً في مجتمع الدراسة من وجهة نظر الممارسين.
2- معرفة خصائص الأسر التي يتعرض أفرادها للعنف الأسري من وجهة نظر الممارسين.
3- معرفة كيفية وصول حالات العنف الأسري للجهات الرسمية من وجهة نظر الممارسين.
4- إلقاء الضوء على بعض المعوقات التي تحول دون التعامل مع حالات العنف الأسري من وجهة نظر الممارسين.
5- إيضاح أبرز الحلول المناسبة التي يمكن طرحها لمواجهة مشكلات العنف العائلي في مجتمع الدراسة من خلال ما يتم التوصل إليه من توصيات الممارسين.
وقد انطلقت الدراسة من التساؤلات التالية :
- ما أكثر أنماط العنف العائلي انتشاراً في مجتمع الدراسة؟
- ما خصائص الأسر التي يتعرض أفرادها للعنف الأسري؟
- كيف تصل حالات العنف الأسري إلى الجهات الرسمية؟
- ما أهم مؤشرات العنف الأسري في المجتمع السعودي؟
- ما المعوقات التي تحول دون وصول حالات العنف الأسري إلى المستشفيات؟
- ما أبرز الحلول التي يمكن طرحها لمواجهة مشكلات العنف العائلي في مجتمع الدراسة؟
وقد اشتملت الدراسة علي مجموعة من المفاهيم أبرزها :
1/ مفهوم العنف والذي عرفة الباحث بأنة : "أي اعتداء بدني أو نفسي أو جنسي يقع على أحد أفراد الأسرة من فرد آخر من نفس الأسرة".
2/ يعرف العنف الأسري في هذه الدراسة بأنه : "أي اعتداء أو إساءة حسية أو معنوية أو جنسية أو بدنية أو نفسية من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو العاملين في نطاقها تجاه فرد آخر (الزوجة والأطفال والمسنين والخدم على وجه الخصوص) يكون فيه تهديد لحياته وصحته (البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية) وماله (ممتلكاته) وعرضه .
والبحث الحالي يركز على دراسة جميع أشكال العنف الواقع بين أفراد الأسرة الواحدة سواء كان هذا العنف بدنيا أو نفسيا أو جنسيا، لفظيا أو فعليا، مع التركيز على العنف الواقع على أربعة فئات على وجه الخصوص الزوجات، والأطفال، والمسنين .
ينقسم مجتمع الدراسة إلى عدة شرائح وهي على النحو التالي:
أ- الشريحة الأولى: الأطباء والطبيبات والممارسين المهنيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المستشفيات الحكومية.
ب- الشريحة الثانية: الأخصائيون الاجتماعيون العاملون في مؤسسات دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. وتشمل كذلك الأخصائيين العاملين في دور الملاحظة ودور التوجيه والأخصائيين العاملين في دور المسنين بالإضافة إلى الأخصائيات العاملات في دور رعاية الفتيات.
ج- الشريحة الثالثة: الأخصائيات الاجتماعيات العاملات في إصلاحيات سجون النساء.
د- الشريحة الرابعة: الأخصائيين العاملين في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول، الذين يستقبلون في الغالب الخادمات الهاربات أو المتعرضات للإيذاء.
منـــاقشة نتائج الدراسة :
هدفت الدراسة إلى معرفة العنف الأسري من حيث الأنماط وخصائص الأسر المعرضة للعنف. وقد اشتملت الدراسة على أربع عينات مختلفة مثّلت العينة الأولى الأخصائيين العاملين في كل من دور الملاحظة ودور التوجيه المتعاملين مع حالات العنف الأسري سواء الاجتماعيين أو النفسيين. وبلغ مجموع أفرادها 62 مبحوثاً.
وكشفت نتائج تحليل الاستبانة مجموعة من النتائج، أهمها:
1.أن الغالبية العظمى من الأحداث الذين يتعرضون للعنف الأسري يدخلون دور الملاحظة أو دور التوجيه بسبب اختلاطهم بأصدقاء السوء، ولعل هذا يجعل والديهم يضربونهم خوفاً عليهم مما يجعلهم عرضة للعنف والقسوة المبالغ فيها.
2.أن العنف غالباً ما يقع في الأسر المفككة بسبب الطلاق أو وفاة أحد الوالدين.
3.أن الإهمال هو أكثر أنواع الإيذاء التي تعامل معها الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون في دور الملاحظة ودور التوجيه كما يرى الأخصائيون .
4.أن أبرز الصعوبات التي تحول دون التعامل الأمثل مع حالات الإيذاء هو عدم تعاون أسرة الضحية.
5.أن تزويد وحدة الحماية الاجتماعية بكوادر متخصصة للتعامل مع حالات العنف الأسري تعتبر من أهم آليات الحد من العنف الأسري في مجتمع الدراسة .
6.أن حالات العنف الأسري تصل إلى الدور الاجتماعية " الملاحظة ، التوجيه " عن طريق الشرطة مما يؤكد على أن حالات العنف لاتصل إلى الدور الاجتماعية إلا عندما تكون في مرحلة متقدمة تستدعي تدخل الشرطة .
7.أن أغلب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين يرون بأن حالات العنف الأسري في ازدياد عن ذي قبل .
أما العينة الثانية : فقد أخذت من سجون النساء ، وبلغ عدد الاستمارات 25 استمارة .
وقد كشفت نتائج الدراسة أن أهم أسباب وصول حالات العنف إلى السجون هو هروب الحالة من المنزل بسبب القسوة. كما كان الإهمال بالدرجة الأولى أبرز أنواع الإيذاء التي تعاملت معها الأخصائيات العاملات في سجون النساء وكشفت نتائج التحليل أيضاً أن عدم اعتراف الضحية بالإيذاء هو السبب الأول في إعاقة مساعدة الضحية.
أما عن أهم الآليات التي تراها الأخصائيات العاملات في سجون النساء للتعامل مع حالات العنف الموجهة ضد النساء فقد كانت من خلال تزويد وحدة الحماية الاجتماعية بكوادر متخصصة للتعامل مع حالات الإيذاء. كما أن غالبية الحالات تصل عن طريق الشرطة. أما عن ازدياد حالات العنف ضد النساء فالغالبية العظمى من الأخصائيات يرين أن حالات العنف العائلي الموجهة ضد النساء في ازدياد.
العينة الثالثة : كانت الأخصائيات الاجتماعيات والنفسيات العاملات في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول وقد بلغ عدد الاستمارات لهذه العينة 35 استمارة.
وقد كشفت نتائج التحليل أن عدم صرف رواتب الخادمات بشكل منتظم يمثل أحد أهم أسباب وصول الخادمة إلى دور رعاية الخادمات أما عن أنواع الإيذاء التي تعاملت معها الأخصائيات العاملات في شؤون الخادمات فقد كان الإيذاء البدني. أما عن خصائص الأسر التي تتعرض فيها الخادمة للإيذاء فقد كانت الأسر التي يوجد بها مظاهر للإيذاء والعنف داخل المنزل. أما عن أبرز الآليات التي ترى الأخصائيات العاملات في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول ضرورة تفعيلها فقد كانت توثيق التنسيق والتعاون بين جميع الجهات ذات العلاقة بحالات العنف الأسري كما أوضحت نتائج الدراسة أن غالبية الحالات تصل عن طريق الشرطة.
كما ترى غالبية الأخصائيات العاملات في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول أن العنف الموجه ضد الخادمات في ازدياد.
العينة الرابعة : كانت للأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المستشفيات الحكومية واشتملت العينة على 396 استمارة .
وقد كشفت نتائج تحليل الاستمارات أن حالات العنف المنزلي في ازدياد، كما أن حالات العنف ضد النساء هي الأعلى. أما عن خصائص الأسر المعرض أحد أفرادها للعنف فقد تمحورت حول إدمان أحد الأفراد على الكحول أو المخدرات. كما كشفت نتائج الدراسة أن وصول حالات العنف الأسري يكون عن طريق أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة .
أما عن ردود أفعال الضحايا المتعرضين للإيذاء فقد كان أبرزها البكاء. كما أن الإهمال يشكل أبرز أنواع الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال، ولدى النساء فإن الإيذاء النفسي يبرز كأهم الأنواع. وفي المقابل فإن المسنين يتعرضون مثل الأطفال للإهمال كأبرز أنواع الإيذاء. أما عن العمالة المنـزلية فقد كان الإيذاء البدني هو أبرز أنواع الإيذاء التي تتعرض لها الخادمات . كما كشفت نتائج الدراسة أن الضحية تسلم غالباً إلى الوالدين . أما عن المعوقات التي تحول دون التعامل الأمثل مع حالات الإيذاء فقد برز متغير عدم اعتراف الضحية بالإيذاء كأهم المتغيرات، وأخيراً كشفت نتائج الدراسة ضرورة التنسيق والتعاون بين الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للتعامل مع حالات الإيذاء .
وقد احتوت الدراسة المواضيع التالية :
شكر وتقدير
مستخلص الدراسة
تقديم
المحتويات
فهرس الجداول
الفصل الأول: مدخل إلى مشكلة الدراسة
تمهيد:
مشكلة الدراسة:
أهمية الدراسة:
أهداف الدراسة:
تساؤلات الدراسة:
أهم مفاهيم الدراسة:
1- العنف:
2- العنف الأسري:
الفصل الثاني: الإطار النظري للدراسة
أولاً: النظريات المفسرة للعنف الأسري
ثانياً: أنواع العنف الأسري
1- العنف ضد الزوجات:
2- العنف ضد الأطفال:
3- العنف ضد المسنين:
4- العنف ضد الخدم:
ثالثاً: موقف الإسلام من الأسرة
1- الزواج في الإسلام:
2- نظرة الإسلام إلى الزوجة:
3- نظرة الإسلام إلى الطفل:
4- نظرة الإسلام إلى المسن:
5- نظرة الإسلام إلى الخادم:
رابعاً: الأسرة السعودية المعاصرة
1- الحياة الزوجية المعاصرة:
2- الطفولة في المجتمع السعودي:
3- المسنون في المجتمع السعودي:
4- الخدم في المجتمع السعودي:
5- الإدارة العامة للحماية الاجتماعية:
الفصل الثالث: الدراسات السابقة
مقدمة:
أولاً: الدراسات الأجنبية
ثانياً: الدراسات العربية
ثالثاً: الدراسات المحلية
رابعاً: مناقشة الدراسات السابقة
خامساً: اتجاهات وأنماط العنف الأسري حسب الإحصاءات الرسمية
1- حالات العنف الأسري المستقبلة من قبل وحدة الإرشاد الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية للأعوام 1424 - 1425هـ
2- حالات العنف الأسري المستقبلة من قبل الشرط في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة للأعوام 1420 - 1424هـ
الفصل الرابع: الإجراءات المنهجية للدراسة
أولاً: منهج الدراسة
ثانياً: مجتمع الدراسة
ثالثاً: وحدة الدراسة
رابعاً: مفاهيم الدراسة
1- الإيذاء:
2- الأطباء العاملون في المستشفيات:
3- الأخصائيون الاجتماعيون:
4- الأخصائيون النفسيون:
خامساً: عينة الدراسة
أ- عينة دور الملاحظة والتوجيه:
ب- عينة سجون النساء:
ج- عينة مكاتب شؤون الخادمات ومراكز مكافحة التسول:
د- عينة المستشفيات الحكومية:
سادساً: أداة جمع المعلومات
صدق الأداة وثباتها:
أ- صدق المحتوى وثبات الأداة :
ب- الصدق الفهمي للمقياس:
ج- الصدق الذاتي:
التحليل الإحصائي للبيانات:
الفصل الخامس: تحليل النتائج والتوصيات
مقدمة:
أولاً: نتائج تحليل عينة الأخصائيين العاملين في دور الملاحظة والتوجيه الاجتماعي:
ثانياً: نتائج تحليل عينة الأخصائيات العاملات في سجون النساء:
ثالثاً: نتائج تحليل عينة الأخصائيين العاملين في مراكز رعاية شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول:
رابعاً: نتائج تحليل عينة الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المستشفيات:
مناقشة النتائج والتوصيات
أولاً: مناقشة النتائج
ثانياً: التوصيات
المراجع
أولاً: المراجع العربية
ثانياً: المراجع الأجنبية
ملاحق الدراسة