North America
السكان
أعداد السكان
أصول السكان
اللغات
السطح
الأقاليم
الأنهار
البحيرات
الشلالات
الصحاري
الساحل والجزر
المناخ
حياة الحيوان
حياة النبات
الزراعة
الصناعة
التصنيع
التعدين
المواصلات والاتصالات
أسئلة
--------------------------------------------------------------------------------
مركز مدينة شيكاغو الريف المكسيكي
أمريكا الشمالية ثالثة أكبر القارات مساحة في العالم، وتمتد من المحيط المتجمد الشمالي شمالاً، إلى أمريكا الجنوبية جنوباً. وتفوقها في المساحة كل من قارتي آسيا وإفريقيا. أما من حيث عدد السكان، فإن أمريكا الشمالية تأتي في المرتبة الرابعة، إذ إن سكانها أقل من سكان آسيا وأوروبا وإفريقيا.
تضم أمريكا الشمالية كلاً من كندا، وجرينلاند، والولايات المتحدة، والمكسيك، وأمريكا الوسطى وجزر البحر الكاريبي. وتشكل كندا والولايات المتحدة ما يسمى أحياناً أنجلوأمريكا (أي أمريكا الإنجليزية)، لأن معظم المهاجرين إليها قدموا من إنجلترا. وقد تغلبت اللغة الإنجليزية على غيرها من اللغات في أمريكا الإنجليزية. ويطلق على المكسيك وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي أحياناً أمريكا المتوسطة؛ لأنها تقع بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. وفي هذه المنطقة تتغلب اللغة الأسبانية على غيرها من اللغات، وهي اللغة السائدة في أمريكا المتوسطة، على الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي اللغة المتغلبة في كثير من جزر البحر الكاريبي.
خريطة أمريكا الشمالية
ولأمريكا الإنجليزية (أنجلوأمريكا) موارد قيمة من الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي وغير ذلك من الموارد الجوفية. وبهذه المنطقة غابات كثيفة، وأراض زراعية شاسعة. وتنتج أمريكا الإنجليزية حوالي ثلث بضائع العالم المصنّعة، كما أنها تصدر أطعمة تفوق ما تصدره أي منطقة أخرى في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن لبعض أقطار أمريكا الوسطى موارد طبيعية ضئيلة، كما أن أراضيها الزراعية قليلة المساحة.
وهناك تباين كبير في كثير من الأوجه في أمريكا الشمالية. وعلى سبيل المثال، فإن اختلاف المناخ في أرجاء هذه القارة، يفوق أي اختلاف في المناخ في بقية القارات. والسهول الشمالية المغطاة بالجليد تختلف اختلافاً كبيراً في درجة الحرارة عن مناطق السواحل الكاريبية المشمسة. وتتغير المناظر الطبيعية، فمن قمم جبال رائعة إلى أراض شاسعة تغطيها الحشائش الخضراء، تمتد حتى تلاصق الأفق. وترى الغابات ذات الأخشاب الحمراء تمتد عبر ساحل المحيط الهادئ، وهي تواجه الرمال الظامئة التي تقع في الصحاري الجنوبية الغربية. وبأمريكا الشمالية أكبر جزر العالم، وهي جرينلاند، كما أن بها أكبر بحيرة ذات مياه عذبة ألا وهي بحيرة سوبيريور.
--------------------------------------------------------------------------------
حقائق موجزة
--------------------------------------------------------------------------------
المساحة: 24,208,000كم². المسافات القصوى (الأرض الرئيسية) من الشمال للجنوب : 7.200كم. ومن الشرق للغرب 6,400كم (بما في ذلك الجزر) - من الشمال للجنوب 8,900كم، من الشرق للغرب 8,900كم. طول الساحل: حوالي 300,000كم.
السكان: تقدير عدد السكان في عام 2002م: 495,369,000 نسمة. الكثافة السكانية: 20 نسمة/كم².
المرتفعات: أعلى قمة: ماكينلي في ألاسكا 6,194م فوق مستوى سطح البحر،
أدنى ارتفاع: بالقرب من بادووتر، ووادي الموت (دثْ فالي) 86م تحت مستوى سطح البحر.
المظاهر الطبيعية: سلاسل الجبال الرئيسية: ألاسكا، الأبلاش، الكسكيد، كوست، روكي، سييرا مادري، سييرا نيفادا،
الأنهار الرئيسية: ماكينزي، المسيسيبّي، مِيسوري، كولورادو، كولومبيا.
البحيرات الرئيسية: أثاباسكا، إيري، جريت بير، سولت ليك الكبرى، سليف الكبرى، ميتشيجان، نيكاراجوا، أونتاريو، سوبيريور، وينـيـبج.
الصحاري الرئيسية: شيوا هواه، كولورادو، جريت بيزن (الحوض الكبير)، موهابي، الصحراء الملونة، سونوران، فيزيكانيو، يوما.
الشلالات الرئيسية: نياجارا، ريبون، سلفر ستراند، تاكاكاو، يوسيميتي.
الجزر الرئيسية: كوبا، جرينلاند، هسبانيولا، جامايكا، نيوفاوندلاند، بورتوريكو، فانكوفر.
عدد الأقطار المستقلة: 23 قطراً .
السكان
الأماكن التي يعيش فيها سكان أمريكا الشمالية.
كان سكان أمريكا الشمالية الأقدمون هم الهنود، ويطلق عليهم أحياناً اسم الأمرنديين، وقد هاجروا إلى القارة من آسيا منذ أكثر من 15,000 سنة. ويرى بعض العلماء أنهم قد وصلوا إلى أمريكا الشمالية قبل 35,000 سنة على الأقل، وأنهم عبروا مضيق بيرنج الذي كان أرضاً يابسة آنذاك، وذلك أثناء مطاردتهم للحيوانات الضخمة التي كانوا يصطادونها. ثم استقر الهنود في آخر الأمر في القارة، وانتشروا في كل مكان فيها، ولو أن استقرارهم ذاك كان أكثر كثافة في وسط القارة. أما جدود الإسكيمو الحاليين، فإنهم هاجروا من آسيا إلى المناطق الشمالية من أمريكا الشمالية قبل عدة آلاف من السنين.
بدأ الأوروبيون في النزوح إلى أمريكا والاستقرار فيها، منذ أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وبداية القرن السادس عشر. وكان المكتشفون الأسبان هم أول من عبر المحيط الأطلسي إلى أمريكا الوسطى. ثم ما لبث أن هاجرت جماعات من البريطانيين والفرنسيين بعد مائة عام من هجرة الأسبان إلى الأراضي التي هي الآن الولايات المتحدة وكندا. وجُلب السود من إفريقيا بوساطة الأسبان ليعملوا أساسًا في أمريكا الشمالية في مزارع قصب السكر. وجُلب فيما بعد الرقيق الأسود إلى المناطق الواقعة في البحر الكاريبي.
أعداد السكان. يعيش في أمريكا الشمالية حوالي 495 مليون نسمة أي ما يعادل 8% من سكان العالم. ويعيش عدد قليل في المناطق الشمالية الباردة، ومثل ذلك في الصحاري الغربية. وهناك عدد من المدن الكبيرة يقع على شواطئ البحيرات العظمى الشرقية وعلى نهر سانت لورنس وساحل الأطلسي من ماساشوسيتس إلى فرجينيا. ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين نزح عدد من سكان المنطقة الشمالية الشرقية، والغرب الأوسط من الولايات المتحدة إلى كاليفورنيا وبعض الولايات الجنوبية الغربية وعلى سواحل الخليج. أما في أمريكا الوسطى فإن معظم الناس يسكنون في المرتفعات الباردة؛ حيث كان الهنود يسكنون من قبل. وتشكل مدينة مكسيكوسيتي التي تقع في هذه المرتفعات أكبر منطقة مأهولة بالسكان في العالم. ومنذ عام 1900م نزح إلى الولايات المتحدة كثير من المكسيكيين وأهالي بورتوريكو وكوبا حيث استقروا هناك.
--------------------------------------------------------------------------------
أقطار أمريكا الشمالية
--------------------------------------------------------------------------------
الاسم المساحة
كم² عدد السكان العاصمة الرسمية اللغة الرسمية تاريخ الاستقلال
إلسلفادور 21,041 6,507,000 سان سلفادور الأسبانية 1820
أنتجوا وباربودا 442 69,000 سانت جونز الإنجليزية 1981
باربادوس 430 272,000 بريدجتاون الإنجليزية 1966
بليز 22,696 251,000 بيلموبان الإنجليزية 1981
بنما 75,517 2,856,000 مدينة بنما الإسبانية 1903
ترينيداد وتوباجو 5,130 1,309,000 بورت أوف سبين الانجليزية 1962
جامايكا 10,990 2,628,000 كنجستون الإنجليزية 1962
جرينادا 344 95,000 سانت جورجز الإنجليزية 1974
جزر البهاما 13,878 317,000 ناساو الإنجليزية 1973
جمهورية الدومينيكان 48,734 8,740,000 سانتو دومينجو اللأسبانية 1844
جواتيمالا 108,889 11,980,000 مدينة جواتيمالا الأسبانية 1821
دومينيكا 751 71,000 روزو الإنجليزية 1978
سانت فينسنت والجرينادين 388 116,000 كنجستاون الإنجليزية 1979
سانت كيتس ونيفيس 261 38,000 باس- تير الإنجليزية 1983
سانت لوسيا 622 158,000 كاستريس الإنجليزية 1979
كندا 9,970,610 31,698,000 أوتاوا الإنجليزية والفرنسية 1931
كوبا 110,861 11,268,000 هافانا الأسبانية 1898
كوستاريكا 51,100 4,188,000 سان هوزيه الأسبانية 1821
المكسيك 1,958,201 102,410,000 مكسيكو سيتي الأسبانية 1821
نيكاراجوا 130,000 5,350,000 ماناجوا الأسبانية 1821
هاييتي 27,750 8,494,000 بورت أوبرنس الفرنسية 1804
هندوراس 112,088 6,812,000 تيجو سيجاليا الأسبانية 1821
الولايات المتحدة 9,363,520 286,510,000 واشنطن دي.سي الأنجليزية 1776
--------------------------------------------------------------------------------
بلدان تحت الرعاية في أمريكا الشمالية
--------------------------------------------------------------------------------
الاسم المساحة
كم² عدد السكان الحالة السياسية
أروبا 193 112,000 حكم ذاتي باعتبارها جزءًا من هولندا.
أنجويلا 96 11,000 تحت الرعاية البريطانية وبعضها حكم ذاتي.
برمودا 53 63,000 تحت الرعاية البريطانية وبعضها حكم ذاتي.
بورتوريكو 9,103 3,808,610 ضمن رابطة الولايات الأمريكية.
جرينلاند 2,166,086 56,000 مقاطعة دنماركية.
جزر الأنتيل الهولندية 798 221,000 حكم ذاتي باعتبارها جزءًا من هولندا.
جزر تيركس وكايكوس 430 18,000 تحت الرعاية البريطانية.
جزر الكيمن 259 30,000 تحت الرعاية البريطانية.
جزيرة المارتنيك 1,100 392,000 تحت رعاية المكتب الفرنسي للأجانب.
سان بيبر وميكلون 242 7,000 تحت رعاية المكتب الفرنسي للأجانب.
غوادالوب 1,780 467,000 تحت رعاية المكتب الفرنسي للأجانب.
فيرجين آيلاندز البريطانية 153 21,000 تحت الرعاية البريطانية وبعضها حكم ذاتي.
فيرجين آيلاندز الأمريكية 342 108,612 مقاطعة غير متحدة تحت نظام الولايات المتحدة الأمريكية.
مونتسيرات 101 13,000 تحت الرعاية البريطانية.
الإحصاء السكاني حسب تقديرات سنة 2002م للدول المستقلة ، أما الدول غير المستقلة فعدد سكانها مبني على تقديرات 2002م وماقبلها، عدا 16,729كم² و1,234,000 نسمة في هاواي، وهي مبنية على أرقام من مصادر حكومية رسمية بالولايات المتحدة الأمريكية ومن الأمم المتحدة.
كل بلد مدرج هنا، له مقالة في الموسوعة.
أصول السكان. معظم سكان أمريكا الشمالية هم من ذرية المهاجرين الأوروبيين. وقد هاجر إلى أمريكا عدد من سكان الأقطار الأوروبية المختلفة، واستقروا في أمريكا الشمالية. وترجع أصول كثير من هؤلاء المهاجرين إلى المهاجرين الأوروبيين الأوائل مثل الأسبان والبريطانيين والفرنسيين. ويعود حوالي ثلث سكان الولايات المتحدة ونصف سكان كندا إلى مهاجرين قدموا من الجزر البريطانية. كما أن حوالي ربع سكان كندا هم من أصل فرنسي. أما معظم أسلاف الأوروبيين الذين يسكنون في أمريكا الوسطى فإنهم من الأسبان.
ويشكل السود 12% من عدد السكان في الولايات المتحدة. وينحدر معظم سكان جزر البحر الكاريبي من الأفارقة السود. وأما السكان الآخرون فهم خليط من البيض والسود ويسمون المولاتو.
ويمثل الآسيويون نسبة ضئيلة من سكان أمريكا الشمالية. وقد بدأت هجراتهم إلى القارة منذ القرن التاسع عشر الميلادي. وقد نزحت الهجرات الآسيوية بشكل رئيسي من الصين، والهند الصينية، واليابان، وكوريا والفلبين.
يعيش كثير من الهنود في الولايات المتحدة وكندا في مناطق مخصصة لهم. ويحتلون معظم أراضي المكسيك الوسطى وبعض أجزاء أمريكا الوسطى. ونجد معظم سكان المكسيك وأمريكا الوسطى من الميستيزو (المولدين)، وهؤلاء خليط من أسلاف البيض والهنود. انظر: المولد، الشخص.
يوجد في أمريكا الشمالية حوالي 136,000 نسمة من الإسكيمو، وهم يعيشون في ألاسكا، وشمالي كندا، وجرينلاند.
اللغات. يتحدث معظم سكان أمريكا الشمالية اللغات التالية: الإنجليزية والأسبانية والفرنسية. وبصفة عامة فإن أقاليم القارة المختلفة قد احتفظت بلغات المستوطنين الأوروبيين الأوائل، فاللغة الإنجليزية سائدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي معظم أنحاء كندا. غير أن السكان في كويبك يتحدثون الفرنسية والإنجليزية، كما يُتحدث بهما في مناطق أخرى من كندا. كذلك فإن كل المكسيكيين تقريباً ومعظم سكان أمريكا الوسطى وجزر البحر الكاريبي يتحدثون اللغة الأسبانية، مع أن اللغات الإنجليزية والفرنسية والهولندية تستعمل في بعض المناطق. ومازال كثير من الهنود والإسكيمو يستخدمون لغاتهم الوطنية. ولمزيد من المعلومات عن سكان أمريكا الشمالية، انظر فقرة السكان في كل مقالة من مقالات دول هذه القارة.
السطح. تبلغ مساحة أمريكا الشمالية 24,208,000كم²، أو ما يعادل بالتقريب سدس مساحة اليابسة في الكرة الأرضية. ويشبه شكل القارة المثلث تقريباً ويحيط بها كل من المحيط المتجمد الشمالي، والمحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي. ويمتد ضلع أمريكا الشمالية الشمالي بطول 8,900كم تقريباً وذلك من جزر ألوشيان التابعة لألاسكا حتى المقاطعة الكندية المسماة نيوفاوندلاند. أما من الناحية الجنوبية للقارة فإن أقل منطقة اتساعًا تبلغ في عرضها 50كم تقريباً في بنما. وتبلغ أقصى مسافة من الشمال إلى الجنوب ما يقرب من 8,900كم، وهو الامتداد من جرينلاند إلى بنما.
الأقاليم. تنقسم أمريكا الشمالية إلى ثمانية أقاليم رئيسية هي :1- السلاسل الجبلية والسهول المطلة على المحيط الهادئ، 2- الهضاب الغربية والأحواض وسلاسل الجبال، 3- جبال الروكي، 4- السهول الداخلية، 5- الدرع الكندي، 6- مرتفعات الأبلاش، 7- الأراضي المنخفضة الساحلية، 8- أمريكا الوسطى والأراضي الكاريبية.
السلاسل الجبلية والسهول المطلة على المحيط الهادئ. تتكون هذه السلاسل من سلسلتين متوازيتين من الجبال تفصل بينهما سلسلة من الوديان. وتمتد الجبال من ألاسكا إلى المكسيك. وتشكل الوديان الخصبة التي تقع بين سلاسل الجبال مراكز زراعية منتجة. وتشمل السلاسل الخارجية جبال أوليمبيا في واشنطن، وجبال أوريجون وكاليفورنيا الساحلية. توجد في سلسلة الجبال الداخلية أعلى القمم، ومن تلك القمم جبل ماكينلي وهو أعلى جبال أمريكا الشمالية، ويبلغ ارتفاعه 6.194م، ويقع في ألاسكا. وتشتمل الجبال الداخلية على سلسلة جبال الكسكيد، حيث توجد كثير من القمم البركانية ومنطقة سييرانيفادا في كاليفورنيا. وقد احتفظ بكثير من المناطق الوعرة الجميلة متنزهات وطنية أو ولائية أو إقليمية.
المناطق الجرداء مثل وادي الموت في كاليفورنيا تغطي جزءاً كبيراً من جنوب غربي الولايات المتحدة وشمالي المكسيك.
الهضاب الغربية والأحواض وسلاسل الجبال تقع بين سلاسل المحيط الهادئ وجبال الروكي. ويقع في هذا الإقليم الجاف حوض نهر يوكون في ألاسكا وكندا وهضبة كولومبيا البريطانية الداخلية، وهضبة كولورادو والحوض الكبير الواقع في نيفادا وهضبة المكسيك. ويستخرج كثير من النحاس والذهب والرصاص والفضة والزنك الذي تنتجه أمريكا الشمالية من هذه المنطقة. ومن بين المناظر الخلابة في هذه المنطقة الأخدود العظيم. أما أكثر المناطق انخفاضاً في نصف الكرة الغربي فهو وادي الموت في كاليفورنيا إذ يبلغ انخفاضه 86م دون مستوى سطح البحر.
جبال الروكي الكندية
جبال الروكي. تشكل أكبر سلسلة جبال في شمالي أمريكا. وتمتد هذه السلسلة من ألاسكا إلى نيومكسيكو، ثم تمتد أيضاً نحو الجنوب وتتوغل في المكسيك حتى سييرا مادري أورينتال. وتغطي الغابات الكثيفة المنحدرات الشمالية، أما جبال الروكي الجنوبية فإنها مليئة بالترسبات المعدنية الغنية. وتجعل قمم جبال الروكي الشاهقة منظر المنطقة خلاباً، وتشكل منطقة ترفيهية سياحية جذابة المعالم.
السهول الداخلية. تغطي معظم أنحاء أواسط كندا والمنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة. والمعروف أن هذا الجزء الشرقي من هذه المنطقة المسطحة المنخفضة هو أكثر مناطق أمريكا الشمالية الزراعية إنتاجًا. وفي مقدمة هذه المنتجات الزراعية الذرة الشامية ولحم الخنزير. أما الجزء الغربي الأكثر جفافاً وهو السهول الكبرى فإنها تزود الناس بأكثر ما تحتاج إليه القارة من قمح وأبقار وكل مصادر الطاقة الضرورية مثل النفط والغاز الطبيعي.
الدرع الكندي. منطقة شاسعة من الصخور القديمة التي تغطي معظم أراضي كندا الواقعة شرقي السهول العظمى وشمالي البحيرات العظمى. ويعيش عدد قليل من الناس في هذه المنطقة بسبب قلة خصوبة الأرض وشدة البرد. غير أن هناك الكثير من المعادن الغنية التي تقع تحت سطح الأرض. وتنتشر الغابات الدائمة الخضرة في المنطقة الجنوبية من هذا الإقليم.
مرتفعات الأبلاش. تمتد من نيوفاوندلاند إلى ألاباما. ويحتوي هذا الإقليم على جبال مستديرة منخفضة وعلى هضاب ووديان. وفي هذه المنطقة أحد أكثر حقول الفحم الحجري إنتاجًا في العالم، ويقع ذلك الحقل في هضبة أليغني الواقعة في وسط المنطقة. وتنمو غابات الخشب الصلب في القطاعات الشمالية والجنوبية.
المنخفضات الساحلية. تمتد هذه المنخفضات بامتداد ساحل المحيط الأطلسي وخليج المكسيك ابتداءً من مدينة نيويورك إلى شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية. وتجعل التربة الغنية في معظم هذه المنطقة هذه الأراضي منطقة زراعية جيدة.
أمريكا الوسطى والكاريبي. تتكون هذه المنطقة من الجسر الضيق من الأرض الواقعة في الطرف الجنوبي من أمريكا الشمالية والجزر الواقعة في البحر الكاريبي. وتشكل سلسلة من البراكين سلسلة جبلية على طول ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الوسطى. وقد تكونت معظم جزر البحر الكاريبي من براكين ثائرة. أما البقية الأخرى فقد تكونت من المرجان وغيره من ترسبات الحجر الجيري.
الأنهار. تصب أنهار أمريكا الشمالية التي في غرب جبال الروكي في المحيط الهادئ أو في خليج كاليفورنيا الذي يمثل ذراعًا للمحيط الهادئ. أما في شرق جبال الروكي، فإن الأنهار تصب في المحيط المتجمد الشمالي أو خليج هدسون، أو المحيط الأطلسي أو خليج المكسيك. وتسمى سلسلة جبال الروكي العالية التي تفصل المياه مقسم الماء العظيم أو الفاصل القاري.
وفي غرب جبال الروكي تصب الأنهار مثل نهري يوكون، وفريزر، وكولومبيا في المحيط الهادئ متخللة فجوات في سلسلة الجبال الساحلية. ويخترق نهر كولورادو الأخدود العظيم أثناء اندفاعه نحو خليج كاليفورنيا.
ويجري نهر ماكينزي الذي يشكل جزءًا من مجموعة أطول أنهار كندا من بحيرة سليف الكبرى إلى المحيط المتجمد الشمالي. تصب كثير من الأنهار الكندية الكبيرة والصغيرة في خليج هدسون. وفي شرقي جبال الأبلاش يصب عدد من الأنهار القصيرة في المحيط الهادئ مثل نهر كونيتيكت وهدسون.
أما أكبر مجموعة أنهار في القارة وأطولها فهي مجموعة نهر ميسوري والمسيسيبي وأوهايو، وهذه المجموعة تصب في خليج المكسيك. وهي مجموعة يبلغ طولها حوالي 7,006كم وتجرف معها كل مياه الولايات المتحدة تقريباً بين جبال الروكي وجبال الأبلاش. كذلك فإن أنهار ريو جراندي الذي يكوِّن معظم الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك يصب هو الآخر في الخليج.
البحيرات . تعد بحيرة سوبيريور أكبر البحيرات ذات الماء العذب في العالم، وهي إحدى البحيرات الخمس العظمى التي تشكل جزءًا هامًا من طرق المواصلات المائية في أمريكا الشمالية. وتقع أربع من هذه البحيرات العظمى على الحدود بين كندا والولايات المتحدة، وهذه البحيرات هي سوبيريور، وهورن، وإيري، وأونتاريو. أما البحيرة الخامسة وهي بحيرة ميتشيجان فإنها تقع بأكملها داخل أراضي الولايات المتحدة. وتمتد سلسلة من البحيرات الكبيرة نحو الشمال الغربي من البحيرات العظمى إلى بحيرة جريت بير وهي أكبر بحيرات كندا. وهناك بحيرة سولت ليك الكبرى المالحة في يوتا وهي إحدى عجائب أمريكا الشمالية كما أن ملوحتها تفوق ملوحة المحيط.
الشلالات. أشهر شلالات أمريكا الشمالية هي شلالات نياجارا، وتقع هذه الشلالات على الحدود بين كندا والولايات المتحدة، وتتوسط كلا من بحيرة إيري وبحيرة أونتاريو. وتتكون شلالات نياجارا من شلالين هما شلال حدوة الحصان (هورس شو) والشلالات الأمريكية. ويبلغ ارتفاع شلال حدوة الحصان 51م فقط، غير أنه تندفع فيه مياه أكثر من أي شلال آخر في أمريكا الشمالية. وهناك عدد من الشلالات الأخرى ذات الارتفاع الأكبر، إذ يزيد ارتفاعها عن 300م، وهي تندفع من خلال سلسلة جبال الكسكيد، كما أن أْعلى شلالات سييرا نيفادا الواقعة في أمريكا الشمالية وهي شلالات يوسيميتي هي من أروع المناظر التي تجذب الناس إليها في متنزه يوسيميتي الوطني. ويبلغ ارتفاع شلالات يوسيميتي 739م.
الصحاري. تقع معظم صحاري أمريكا الشمالية في المنطقة الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة وشمالي المكسيك. وهناك منطقة جافة شاسعة تمتد من إيداهو الجنوبية وأوريجون إلى داخل المكسيك. وهذه المنطقة تغطي الحوض الكبير، وصحراء موهابي، ووادي الموت، وصحراء سونوران. وهناك منطقة أخرى أيضًا تعرف باسم صحراء شيواهواه، وتمتد من جنوب نيومكسيكو عبر تكساس الغربية إلى المكسيك.
الجزر المدارية ومنها أروبا تنتشر في البحر الكاريبي. وتجتذب الشواطئ الرملية أعدادًا كبيرة من السائحين.
الساحل والجزر. يزيد ساحل أمريكا الشمالية في طوله عن ساحل أية قارة أخرى في العالم. وإذا أخذنا في الاعتبار جزر هذه القارة الكثيرة فإن طول ساحلها يبلغ حوالي 300,000كم.
وتمتد الجبال على طول ساحل المحيط الهادئ والأطلسي، كما أن كثيرًا من الخلجان تخترق الأراضي الصخرية. وتنحدر السهول بالتدريج نحو السواحل على مشارف خليج المكسيك والبحر الكاريبي، وعلى منطقة المحيط الأطلسي الواقعة جنوبي مدينة نيويورك. وفي تلك المنطقة يصبح الخط الساحلي أكثر استواءً وأقل وعورة.
وهناك عدة جزر تقع على بعد من سواحل أمريكا الشمالية، ومن بين هذه الجزر جزيرة جرينلاند التي تقع في شمالي المحيط الأطلسي. ومع أن جرينلاند جزء من أمريكا الشمالية إلا أنها تحكم بوساطة الدنمارك، وتعتبر مقاطعة من مقاطعاتها الأخرى. وبالإضافة إلى هذه الجزيرة، فهناك جزيرة نيوفاوندلاند وغيرها من الجزر التي تقع في المحيط الأطلسي على بعد من الساحل الكندي. أما في المحيط الهادئ، فإن هناك عدداً من الجزر التي تقع على مقربة من كندا، ومن بينها فانكوفر وجزر ألوشيان التي تنتشر غرباً من أطراف شبه جزيرة ألاسكا. وتسمى الجزر الواقعة في البحر الكاريبي بجزر الهند الغربية. وتضم هذه الجزر كلاً من جزر البهاما والأنتيل الكبرى، والأنتيل الصغرى. أما كوبا إحدى جزر الأنتيل الكبرى فإنها في الواقع أكبر جزر البحر الكاريبي.
المناخ
أمريكا الشمالية هي القارة الوحيدة التي تتمتع بكافة أنواع المناخ المختلفة، ويتفاوت هذا الطقس من جاف إلى بارد متجمد إلى حار جدًا كما هو الحال في المناطق الاستوائية. أما في جزيرة جرينلاند فإن الجليد يغطي سطح الأرض في المناطق الداخلية حيث لا ترتفع درجة الحرارة مطلقاً أعلى من درجة الصفر. وفي إقليم التندرا بأمريكا الشمالية، فإن درجة الحرارة، في ذلك السهل الشاسع الذي لا توجد فيه أشجار، ترتفع أحيانًا عن درجة التجمد ولكن فقط لفترة قصيرة كل صيف. وفي المناطق الجنوبية النائية المنخفضة يشتد الحر وتهطل الأمطار باستمرار.
وفي معظم أرجاء أمريكا الشمالية يشتد البرد في الشتاء ويصبح دافئًا في الصيف مع مستوى معتدل من الرطوبة. ويسود بعض المناطق شتاء معتدل وصيف طويل حار، بينما تخضع بعض الجهات الأخرى لشتاء قارس وصيف قصير. وكانت أعلى درجة حرارة سجلت في أمريكا الشمالية على الإطلاق هي 57°م وذلك في وادي الموت عام 1913م، وبلغت أدنى درجة للحرارة 66°م تحت الصفر وذلك في نورثايس في جرينلاند سنة 1954م.
حياة الحيوان
حيوانات أمريكا الشمالية
تنتشر في أمريكا حيوانات كثيرة تتنوع بتنوع المناخ والنباتات في كل منطقة. فهناك حيوان الكاريبو وثور المسك، والدببة القطبية، والبوم الجليدي، والفقمة، والحيتان، والحيوان الذئبي، وهذه كلها تعيش في المناطق الشمالية الباردة. أما نمر اليغور، والنسانيس والطيور الزاهية الألوان، فإنها تعيش في أمريكا الوسطى الاستوائية. وتعيش الأغنام والماعز وترعى في منحدرات جبال الروكي. وتنتشر في الصحاري الجنوبية الغربية أنواع مختلفة من السحالي والأفاعي الجرسية، كما يوجد فيها القيوط وهو ذئب أمريكا الشمالية الصغير والغزال الشائك القرن، وكلا هذين الحيوانين لا يوجدان إلا في أمريكا الشمالية وحدها حيث تحوم من مكان لآخر عبر السهول الكبرى. ويعيش في غابات كندا وشرقي الولايات المتحدة حيوان القندس، والدببة السوداء، والغزلان، والفاقُم (الفاقوم) وهو حيوان من فصيلة ابن عرس، والمنك والموظ وجرذ المسك والشيهم، والإوز الكندي، والبط، والبجع، والبلشون الأبيض، وكذلك أبوملعقة، كل هذه الحيوانات تتجمع شتاءً في مستنقعات الأراضي الساحلية المنخفضة. وتعيش التماسيح الأمريكية المسماة القاطور في المياه الساحلية الجنوبية. أما الراقون والظربان الأمريكي (ذو الرائحة النتنة)، والسنجاب فإنها تعيش بصفة عامة في سائر أنحاء القارة.
تزود المحيطات صيادي الأسماك بكثير من الصيد الذي يحوي سمك القد، والأسماك المفلطحة وغير ذلك من أنواع الأسماك الأخرى الكثيرة مثل المحاريات. وتتوفر السراطين بكثرة في شمالي المحيط الهادئ، كما تتوفر أسماك القد والكركند في شمالي المحيط الأطلسي. وينتشر سمك المنهيدن (وهو نوع من سمك الرنجة) على طول ساحل المحيط الأطلسي. ويكثر الروبيان والمحار في خليج المكسيك.
وقد قلّت أعداد بعض الحيوانات البرية على مدى السنين. ومن بين هذه الحيوانات التي اضمحل عددها البيسون أو الجاموس الأمريكي، والغرنوق والنسر الأصلع. وقد ساعدت قوانين الصيد التي وضعت وتعيين مناطق محمية لهذه الحيوانات على بقائها على قيد الحياة هذه الأيام.
حياة النبات
نباتات أمريكا الشمالية
لحياة النبات في أمريكا الشمالية علاقة بمناخ القارة المختلف، فليس هناك ما ينبت في سطح جرينلاند المغطى بالجليد، بل كل ما هناك لا يعدو أن يكون سوى بعض النجيل والحزازيات والأُشنات، وهذه تنمو في الأصقاع القريبة من المحيط المتجمد الشمالي. وهناك نوع من الحزاز يسمى الخث أو الأسفغنون وهذا يملأ المستنقعات المتناثرة في الدرع الكندي، ويشكل هذا النبات صادرات مهمة من تلك المنطقة. وينمو في الصحاري الجنوبية الغربية الكثير من شجر الساغوارو القباري الضخم وغيره من نباتات الصبار. ويغطي النجيل القصير وبعض النباتات شبه العشبية مثل نبات التبلويد السهول الكبرى.
أما معظم أراضي القارة الباقية، فإنها مغطاة بالغابات والحشائش الطبيعية ذات المستوى الواحد أو المتدحرجة والتي يطلق عليها اسم البراري. وتمتد هذه البراري عبر وسط القارة. وتغطي الغابات مناطق القارة الجبلية الغربية، ومعظم أراضي كندا والنصف الشرقي من الولايات المتحدة. وتنبت غابات الأمطار الاستوائية على امتداد الساحل الكاريبي.
تضم معظم الغابات الكندية كثيرًا من أشجار الصنوبر والتنوب ونبات الأرزية وأشجار الراتينجية. وتنمو أشجار الأخشاب الحمراء الصلبة مثل القيقب والزان في شمال شرقي الولايات المتحدة. وتستخدم كثير من الأشجار التي تنبت في كندا وشمال شرقي الولايات المتحدة في صناعة لب الأخشاب لصنع ورق الطباعة. وتملأ أشجار البلوط والجوزية والصنوبر غابات منطقة الولايات المتحدة الأمريكية الجنوبية.
أما غابات أمريكا الوسطى الاستوائية، فإنها تحتوي على شجر الماهوجني وأشجار خشب الورد، وهذه أخشاب تستعمل في صنع الأثاث المنزلي.
الزراعة
حقول القمح تغطي أغلب السهول العظمى في أمريكا الشمالية، حيث تنتج القارة حوالي نصف صادرات العالم من الحبوب.
تحتل أمريكا الشمالية المركز الثالث بين القارات الأخرى في الإنتاج الزراعي، إذ إنها تأتي بعد كل من آسيا وأوروبا. وتنبت مزارعها حوالي ثلاثة أخماس محصول فول الصويا العالمي، كما تنبت نصف محصول العالم من الذرة الشامية وبذرة الكتان والذرة. وتنتج مزارع أمريكا الشمالية ربع محصول العالم من الموالح والشوفان، كما تنتج خمس إنتاج العالم من القطن والقمح، ويزرع المزارعون في الولايات المتحدة وكندا الكثير من المحاصيل الغذائية حتى يمكن إرسالها إلى الأقطار الأخرى. فمثلاً نجد أن أمريكا الشمالية تمد العالم بنصف ما يحتاج إليه من الحبوب.
ساعدت كل من خصوبة التربة والمناخ الملائم على جعل المنطقة الوسطى الغربية في الولايات المتحدة قلب الزراعة في أمريكا الشمالية. ويقوم المزارعون على مستوى المنطقة بزراعة الذرة الشامية وغيرها من المحاصيل، كما أنهم يعتنون بتربية الأبقار والخنازير. ويشكل إقليم السهول الكبرى في كندا والولايات المتحدة منطقة رئيسية لزراعة القمح. وتنتشر في الأحواض الغربية والهضاب مزارع كبيرة لتربية الأبقار والأغنام. ويُمَكِّن الري الصناعي المزارعين في هذه المناطق من إنتاج محاصيل مثل الفصفصة والقطن والفواكه والبنجر، أما الذرة الشامية، والفاصوليا الجافة والأرز فإنها محاصيل مهمة على مستوى أمريكا. وتنتج المزارع الكبيرة التي في المنطقة محاصيل مثل الموز والبن والقطن وقصب السكر.
وتبلغ نسبة الذين يعملون في الزراعة في كل من كندا والولايات المتحدة حوالي 4% من السكان. ويملك معظم العاملين في الزراعة جميع الأراضي التي يزرعونها أو جزءاً منها على الأقل. وفي أمريكا الوسطى، فإن حوالي نصف السكان يعملون في الزراعة، وقليل منهم من يمتلك الأرض. وكثير منهم يعملون عمالاً في المزارع الكبيرة. ويستأجر بعضهم قطعاً صغيرة من الأرض، ويكافح من أجل إنتاج طعام يكفي لسد حاجة العائلة.
الصناعة
التعدين والتصنيع في أمريكا الشمالية.
التصنيع. تأتي أمريكا الشمالية في المرتبة الثانية بعد أوروبا في قائمة الصناعة في القارات. وتنتج الولايات المتحدة الأمريكية وكندا حوالي ثلث السلع المصنعة التي ينتجها العالم. وتشمل مصنوعات القارة الرئيسية السيارات، وقطع غيارها، والمنتجات الكيميائية، والغذائية. ويستخدم التصنيع حوالي خمس عمال أمريكا الشمالية.
وقد ظلت مناطق الولايات المتحدة الشمالية الشرقية والوسطى الغربية ومقاطعة أونتاريو وكويبك الكندية لمدة طويلة مراكز أمريكا الشمالية الصناعية الرئيسية. ولكن منذ أواسط القرن العشرين أخذت الصناعة في التوسع السريع في الولايات المتحدة الجنوبية وعلى امتداد ساحل المحيط الهادئ. وكانت منتجات هذه المصانع الجديدة التي أنشئت في تلك المناطق الصناعية هي: الطائرات، والصواريخ، والحواسيب، والأجهزة الإلكترونية، والنفط، والبتروكيميائيات وهي المنتجات المصنوعة من البترول أو الغاز الطبيعي.
وتطورت الصناعة أيضًا في أمريكا الوسطى، فقد بدأ إنتاج الأسمنت والسماد على نطاق المنطقة. وأصبحت كل من جزر البهاما وبورتوريكو تنتجان الأدوية وغيرها من السلع.
التعدين. توجد في أمريكا الشمالية كميات كبيرة وأنواع مختلفة من المعادن. وتنتج القارة حوالي خمسي إنتاج العالم من الفضة، وحوالي ثلث إنتاج الغاز الطبيعي والنيكل. كذلك فإن أمريكا الشمالية تنتج حوالي ثلث ما ينتجه العالم من صخور الفوسفات والبوتاس، وهاتان المادتان تستخدمان بشكل رئيسي في صنع الأسمدة. ويأتي حوالي ربع نحاس العالم، والنفط الخام والرصاص من أمريكا الشمالية، وكذلك خمس فحمه الحجري. ويعمل في حقل التعدين في أمريكا الشمالية أقل من 1% من السكان.
يستخرج معظم نفط أمريكا الشمالية وغازها الطبيعي من إقليم السهول الكبرى، ومن الرسوبات الساحلية في خليج المكسيك. وتقع حقول الفحم الحجري الرئيسية في هضبة الأبلاش وأواسط الولايات المتحدة ومنطقة جبال الروكي. أما المعادن المعدنية، فإنها تأتي بشكل رئيسي من الدرع الكندي وجبال الروكي وغيرها من الجبال الغربية ومرتفعات الأبلاش.
المواصلات والاتصالات
تقع أمريكا الشمالية بين المحيطين الهادئ والأطلسي حيث تتوسط طرق التجارة الرئيسية في العالم. وتوصل قناة بنما الواقعة في طرف القارة الجنوبي المحيطين ببعضهما. وتنتشر بعض الموانئ الكبيرة في سواحل أمريكا الشمالية الشرقية والغربية. وتتولى كل من مدينة نيويورك، ونيو أورليانز، وهيوستن شحن معظم البضائع للموانئ التي تخدم ساحل المحيط الأطلسي. وأهم الموانئ على ساحل المحيط الهادئ هي: ميناء فالديز، وألاسكا، وفانكوفر، وكولومبيا البريطانية، ولونج بيتش، وكاليفورنيا.
تتمتع الولايات المتحدة وجنوب كندا بشبكة نقل تعرف بأنها من أعظم الشبكات تطوراً في العالم بما في ذلك الطرق المائية الداخلية والسكك الحديدية. وتشكل شبكة نهر المسيسيبي والبحيرات العظمى، وطريق سانت لورنس البحري أهم طرق مائية داخلية. وتنتشر الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية عبر الولايات المتحدة وجنوبي كندا. وفي المكسيك توجد الطرق المرصوفة وخطوط السكك الحديدية التي تربط جميعها بين المدن الرئيسية. أما في أمريكا الوسطى والبلاد الكاريبية، فإن معظم الطرق المحلية غير مرصوفة، كما أن معظم شركات السكك الحديدية صغيرة، وهي خطوط خاصة تربط مزارع قصب السكر أو الموز مع مصانع المعالجة والموانئ.
ولأمريكا الشمالية شبكة خطوط طيران لا مثيل لها في سائر أنحاء العالم. وتقدم معظم هذه الطائرات خدماتها للمدن الكبرى في كل من الولايات المتحدة وجنوبي كندا. أما أكثر المطارات ازدحاماً بالطائرات والرحلات الجوية فهي مطارات الولايات المتحدة.
كذلك فإن لأمريكا الشمالية شبكة اتصالات أفضل من أية شبكة في أية قارة أخرى. كما أن أجهزة الراديو والتلفاز من الأجهزة المنزلية المنتشرة في كل من الولايات المتحدة وكندا. وهناك عدد كبير من سكان أمريكا الوسطى ممن يملكون أجهزة الراديو إلا أن أجهزة التلفاز أقل انتشاراً. وتطبع حوالي 2,000 صحيفة يومية في أمريكا الشمالية. ومعظم هذه الصحف ومحطات الإذاعة والتلفاز ملكيات خاصة، ماعدا تلك التي في كوبا ونيكاراجوا حيث تمتلك الدولة معظم وسائل الاتصالات هناك.