Canada, History of
الاستكشاف الأوروبي المبكِّر
الفتح البريطاني والحكم
السعي من أجل حكومة مسؤولة
نمو حكومة كندا
الأمة الفتية
--------------------------------------------------------------------------------
مؤسسو الاتحاد الكونفدرالي القادة الكنديون الذين خططوا لاتحاد المستعمرات الكندية البريطانية، وقادت خطتهم إلى قيام دولة كندا المستقلة تحت التاج البريطاني عام 1867م. جون. أ. ماكدونالد في الوسط، أصبح أول رئيس وزراء لهذه الدولة المستقلة.
كندا، تاريخ. أول من سكن كندا قوم قدموا من آسيا، عبروا إليها قبل 20,000 عام عن طريق ممر أرضي كان يربط آسيا بأمريكا الشمالية في جهات ألاسكا. هؤلاء الآسيويون هم أسلاف الهنود سكان كندا، وقد تبع أولئك الإسكيمو.
ثم تلا ذلك الاكتشاف الأوروبي لكندا، والذي كان لفرنسا قصب السبق فيه؛ حيث أقامت لها مستعمرة في شرقي كندا في القرن السابع عشر الميلادي، ومنها استطاع تجار الفراء الفرنسيون التوغل داخل الأراضي الكندية طلبًا لهذه التجارة، إلا أنه في عام 1763م، تمكنت بريطانيا من السيطرة على معظم الأراضي الكندية، وتهيأت الظروف لهجرة أعداد كبيرة من الإنجليز لتلك الأراضي، حيث انضموا للمهاجرين الفرنسيين الذين سبقوهم. وفي عام 1867م تعاون الكنديون الناطقون بالفرنسية، والآخرون الناطقون بالإنجليزية في إنشاء مستعمرة موحدة عرفت بحكومة كندا استقلت عام 1931م.
اتسم تاريخ كندا على مداه بافتقار أهلها للوحدة؛ فالكنديون الفرنسيون في مقاطعة كويبك، كانوا في محاولة دائمة للحفاظ على ثقافتهم الفرنسية، ومعارضة لسياسات كندا القائمة على الأسس والتقاليد البريطانية، بل إن بعضهم كان يدعو وفي فترات إلى انفصال أهل كويبك، وجعلهم شعبًا قائمًا بذاته.
في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي سيطرت فرنسا وبريطانيا على الجزء الشرقي من أمريكا الشمالية. وقد عُرفت إمبراطورية فرنسا الاستعمارية في القارة بفرنسا الجديدة. كما طالبت فرنسا بمعظم المناطق التي احتلتها بريطانيا والمعروفة باسم أراضي روبرت ونيوفاوندلاند.
الاستكشاف الأوروبي المبكِّر. توضح الآثار التاريخية أن الفايكنج هم أول من وصل إلى الشواطئ الأمريكية، وقبل أن يصلها كولمبوس. وفي عام 1497م، جاء دور جون كابوت، وهو إيطالي أرسله ملك إنجلترا هنري السابع لاكتشاف طريق إلى آسيا أقصر من طريق كولمبوس، فاكتشف أماكن على السواحل الكندية غنية بالأسماك، الأمر الذي جعل بعض الأوروبيين يقصدون تلك الشواطئ طلبًا لصيد الأسماك، ثم جاء دور الفرنسي كارتييه، الذي كان من أوائل الذين وصلوا إلى داخل أراضي كندا، حيث وصل إلى موقع مدينة مونتريال الحالية، وسَكَنَ بعد ذلك صائدو الأسماك الفرنسيون السواحل الكندية الشرقية، وأنشأوا تجارة الفراء التي أفادت كندا كثيرًا، وأدت إلى إقامة مستعمرة فرنسية سموها فرنسا الجديدة (1604م-1688م). وفي هذه الأثناء كان المكتشفون الإنجليز يواصلون جهودهم لاكتشاف طريق مائي لآسيا عَبْر شمالي كندا، وليعزِّزوا من موقف النفوذ البريطاني هناك، الأمر الذي أدى إلى قيام صراع بين المستعمرين الفرنسيين والإنجليز، وصل مداه حينما اندلعت بينهما حروب أربع ما بين عامي 1689م و 1763م، انتهت بسيطرة البريطانيين على مستعمرة فرنسا الجديدة، بموجب اتفاقية باريس.
الفتح البريطاني والحكم (1689-1815م) أطلقت بريطانيا على أراضيها التي سيطرت عليها في كندا اسم كويبك، وحكمتها حكمًا كان لغير صالح الكاثوليك من السكان؛ إذ إنها منعتهم من حق الانتخاب، والحق في شغل الوظائف العامة وإلى غير ذلك من الحقوق المدنية، ولكن هذه القوانين سرعان ما عُدّلت بفضل جهود بعض الحكام البريطانيين من أمثال كارلتون، بغرض ضمان ولاء السكان الفرنسيين، الذين كان سوادهم الأعظم من الكاثوليك.
ثمة هجرة أخرى إلى كندا، وبالذات إلى إقليم كويبك في أعقاب انتهاء حرب المستعمرات الأمريكية عام 1775م، وكان أولئك المهاجرون من الأمريكيين الموالين لبريطانيا، وأحدثت هجرتهم تلك مشكلات بينهم. ـ وجلهم من البروتستانت ـ وبين سكان المنطقة الكاثوليك. وفي عام 1791م، وحلاً لهذه المشكلات أصدرت الحكومة القانون الدستوري الذي قسم منطقة كويبك إلى قسمين هما: كويبك السفلى وهي فرنسية التقاليد والقوانين، وكويبك العليا، وهي إنجليزية التقاليد والقوانين. وهكذا تعزز النفوذ البريطاني في كندا، واتسعت من ثم تجارة الفراء.
في عام 1867م أدى اتحاد المستعمرات البريطانية بأمريكا الشمالية إلى تشكيل دولة كندا المستقلة. وقد تكونت الدولة من أربعة أقاليم: نيوبرونسوك، نوفاسكوتيا، أونتاريو، وكويبك. وقد حكمت بريطانيا مقاطعاتها الكندية الأخرى بشكل منفصل.
السعي من أجل حكومة مسؤولة (1816- 1867م). تزايدت أعداد المهاجرين إلى كندا في القرن التاسع عشر الميلادي، وبدأت حركة مطالبة بالحكم الذاتي في أوساط الكنديين خاصة في الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، ولم يكن أمام بريطانيا إلا منحهم نوعًا من الحكم الذاتي. وفي عام 1867م، اتحدت المستعمرات الكندية في اتحاد كونفدرالي، فظهرت للوجود دولة كندا المستقلة، في إطار الكومنولث البريطاني.
كان عدم رضاء الكنديين الفرنسيين يتزايد من جراء تزايد المهاجرين من بريطانيا في تلك الأثناء. وكان ظنهم أن بريطانيا تريد محو التراث والثقافة الفرنسية في كندا، فبدأت الاضطرابات، ووصلت حد الثورة في كندا الفرنسية (كويبك السفلى)، ولكنها أخمدت عام 1837م. كما شهدت كويبك العليا ثورة أخرى أخمدت هي أيضًا، ولمعالجة الموقف المتوتر أرسلت الحكومة البريطانية لجنة دَرَمْ لاستقصاء أسباب الاضطرابات، وفي 1839م أوصت اللجنة بضرورة إعطاء كل من جزءي كندا الفرنسي والإنجليزي الحق في معالجة أموره المحلية، كما أوصت باتحادهما، حيث صادق البرلمان البريطاني على تلك الوحدة. ولكن ذلك لم يكن ليوقف حركة المطالبة بالحكم الذاتي في أوساط الكنديين، التي قادها بعض الساسة من الجانبين الإنجليزي والفرنسي، من أمثال روبرت بولدوين، ولوي لافونتين.
بدأ بعض الساسة الكنديين يطالبون في وجه هذه المصاعب السياسية ـ بالرجوع إلى الحكم الفيدرالي. وفي عام 1867م أصدر البرلمان البريطاني قانونه المعروف قانون شمالي أمريكا البريطاني، الذي أنشأ دولة ذات نوع من السيادة في كندا، يحكمها النظام البرلماني البريطاني، حيث تكون بريطانيا مسؤولة عن السياسة الخارجية فيها، ويكون الملك رأسًا لتلك الدولة.
نمو حكومة كندا (1868- 1913م). تطورت هذه الدولة الكندية اقتصاديًا وصناعيا وزراعيًا، واتسعت لتشمل تسعة أقاليم بعد أن كانت قد بدأت بأربعة فقط، وتوسعت غربًا حيث زادت أراضيها، وازدهر اقتصادها في أوائل القرن العشرين، وتعاقب على حكمها الحزبان الرئيسيان حزب المحافظين التقدميين، وحزب الأحرار، وتم في تلك الفترة إنشاء خط حديدي عبر كندا يتجه للساحل الغربي، كما قامت مشروعات استخراج الطاقة الكهربائية العملاقة.
في عام 1949م أصبحت نيوفاوندلاند عاشرة المقاطعات الكندية. كسبت نيوفاوندلاند لبرادور أثناء تسوية خلافات الحدود مع كويبك عام 1927م. تقلّصت مساحات الأقاليم الشمالية الغربية من جراء توسع المقاطعات.
الأمة الفتية (1932- 1957م). نالت كندا استقلالها الكامل عن بريطانيا عام 1931م. واستمر ازدهارها أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، فأصبحت بلدًا صناعيًا ذا قوة صناعية، واستخرجت من باطن أراضيها المعادن مثل، الإسبستوس، وخام الحديد، واليورانيوم. وفي الخمسينيات من القرن العشرين تحولت كندا من بلد زراعي إلى بلد صناعي ذي شأن، كما أنها شهدت هجرة متزايدة في الفترة بين عامي 1945-1956م من ألمانيا وإيطاليا ومن بلدان أوروبا التي مزقتها الحرب.
مرت كندا في الستينيات من القرن العشرين بمرحلة اقتصادية حرجة، فتدهورت تجارتها الخارجية، وتزايدت البطالة فيها، وظهرت إلى جانب كل ذلك حركة تذمر في إقليم كويبك عرفت بالثورة الصامتة، كانت تسعى لحفظ حقوق الكنديين الفرنسيين، فأثارت نعرات قومية، ودعوة إلى انفصال كويبك عن باقي كندا، وبدأت هذه الحركة تتبع أساليب عنيفة مثل، مهاجمة مبنى الحكومة الفيدرالية بالقنابل وما شابه ذلك. واستمرت هذه الحركة قوية في السبعينيات من القرن العشرين، واستمر معها ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية مما أقلق حكومات كندا المختلفة، كما أن علاقات كندا الخارجية التي شهدت انفراجًا مع الصين والاتحاد السوفييتي (السابق)، بدأت تتأزم في منتصف السبعينيات من القرن العشرين مع الولايات المتحدة بسبب أمرين مهمين هما: لجوء الهاربين من حرب فيتنام إلى كندا، وتلوث البيئة الكندية من جراء الصناعات الأمريكية، والتي أدت إلى تلوث الأنهار والهواء. تحسنت العلاقات بعد ذلك، فوقعت الدولتان اتفاقية في يناير 1988م، نصت على إزالة كل الحواجز التجارية والتعريفات الجمركية والقيود على الاستثمارات والتجارة الزراعية والصيرفة بحلول عام 1999م، وأصبحت الاتفاقية نافذة في الأول من يناير 1989م. ووقعت كندا اتفاقية مماثلة مع الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك أطلق عليها اتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية (نافتا)، وأصبحت هذه الاتفاقية سارية منذ عام 1994م. وشاركت كندا في حرب الخليج الثانية ضمن تحالف عريض قادته الولايات المتحدة استطاع طرد قوات النظام العراقي من الكويت عام 1991م. وكانت المشاركة الكندية هي الأولى منذ مشاركتها في الحرب الكورية عام 1953م. وظل أمر كويبك يقلق الحكومة الكندية حتى نوفمبر عام 1995م، عندما أجري استفتاء أقرت فيه أغلبية ضئيلة وحدة كندا وعارضت انفصال كويبك.
وفي 25 يونيو 1993م تم اختيار زعيمة الحزب التقدمي المحافظ كيم كامبل لتشغل منصب رئيس الوزراء لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب. وفي 25 أكتوبر من العام نفسه فاز حزب الأحرار في الانتخابات وأصبح زعيمه جان كريتين رئيساً للوزراء. وفي يونيو 1997م دعا كريتين إلى انتخابات مبكرة واستطاع أن يقود حزبه إلى فوز انتخابي جديد، وظل كريتين رئيساً للوزراء. وفي الأول من أبريل 1999م، أعلن عن إنشاء منطقة إقليمية جديدة أطلق عليها اسم ننافوت اقتطعت من المنطقة الشرقية من الأقاليم الشمالية الغربية. وتتيح المنطقة الجديدة حكماً ذاتياً واسعاً للإسكيمو (الإنويت) الذين يمثلون الأكثرية السكانية بالأقاليم.