Education in Islamic countries
الهياكل التعليمية في الدول الإسلامية
أهداف التعليم في الدول الإسلامية
المعلم
المتعلم
أسئلة
--------------------------------------------------------------------------------
التَّربية والتَّعليم في الدول الإسلامية يقصد بالدول الإسلامية هنا، الدول التي يزيد عدد المسلمين فيها عن 50% من عدد السكان. وتتألف تلك الدول من خمس وسبعين دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا. وتتكلم أكثر من خمس عشرة لغة، أهمها اللغة العربية، التي اختارها الله لغة القرآن الكريم. وتحتل تلك الدول ما يقرب مـن ربع مساحة الكرة الأرضية، وتضم مايزيد على سُدْسْ سكان العالم، وأهلها يختلفون من حيث الجنس واللغة، والمستوى الاقتصادي، والنظم التعليمية السائدة. من هنا تأتي صعوبة الحديث عن التربية والتعليم في هذا العدد الهائل من الدول، ذات النظم السياسية والاقتصادية والتعليمية المختلفة. ولعله يكون أكثر فائدة أن نوضِّح وجهة النظر الإسلامية العامة عن الأوضاع التعليمية التي تسود دول العالم الإسلامي.
الهياكل التعليمية في الدول الإسلامية. الأوضاع التعليمية القائمة في المؤسسات التربوية والتعليمية الحالية، في معظم بلاد العالم الإسلامي، لا تؤدي دورها كما ينبغي في تنشئة الأجيال على هدي الإسلام، عبادة وتصوّرًا وسلوكًا.ويعاني التعليم في الدول الإسلامية ازدواجية أدت إلى وجود نظامين للتعليم: تعليم إسلامي أصيل يهتم بعلوم الدين واللغة العربية بالدرجة الأولى، وتعليم حديث مستورد لا يهتم بهذه التعاليم، ويركز على العلوم الطبيعية. ويتطلع المصلحون في العالم الإسلامي إلى توحيد التعليم في إطار إسلامي واحد، يجمع بين العلوم الدينية والعلوم الاجتماعية والطبيعية.
أدت هذه العوامل إلى ضيق فرص التعليم المتاحة للمواطنين. وتوضع في الدول الإسلامية الآن خطط للتوسع في كافة مراحل التعليم وأنواعه مع التركيز على مرحلة التعليم الابتدائي أو الأساسي. وبرغم أن الإسلام يعتبر أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة فإن نسبة البنات المقيدات في مؤسسات التعليم تقل كثيرًا عن نسبة المقيدين من الذكور. وتشير الإحصاءات الحديثة في معظم الدول الإسلامية إلى تحسين ملحوظ في تعليم المرأة.
وتختلط البنات مع البنين في التعليم في بعض مراحل التعليم في عدد من الدول الإسلامية، وفي بعض آخر من الدول يتم تعليم البنات في مدارس وفصول مستقلة تمامًا عن البنين. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة دعوة إلى الفصل بين الجنسين في التعليم، وأن تكون محتويات مناهج تعليم المرأة متسقة مع طبيعتها وداعمة لاضطلاعها بواجباتها إزاء الأسرة والمجتمع في إطار الأخلاق الفاضلة.
أهداف التعليم في الدول الإسلامية. يهدف التعليم في الدول الإسلامية إلى تحقيق النمو المتوازن للشخصية الإنسانية المتكاملة، وذلك من خلال تربية الفرد، روحيًا وعقليًا وعاطفيًا وجسميًا ليكون إنسانًا صالحًا منتجًا. ولذا فإن دعوة قوية تتردد أصداؤها في الدول الإسلامية تنادي بإعادة صياغة العلوم الشرعية واللغوية والاجتماعية والطبيعية صياغة إسلامية، تحقق هدف تنشئة الإنسان المسلم المنتج. ويتصل بهذه الدعوة ويكملها ما ينادي به المفكرون في الدول الإسلامية بعامة، والتربويون منهم بخاصة، من ضرورة تشجيع تعلم لغات الشعوب الإسلامية الإفريقية والآسيوية إلى جانب اللغات الأوروبية، ودعوتهم إلى أن يعطى تعليم اللغة العربية أولوية تلي تعليم اللغة القومية، مع ضرورة الحفاظ على الحروف العربية لكتابة لغات الشعوب الإفريقية والآسيوية لتدوم صلة هذه الشعوب بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
المعلم. تؤكد الأدبيات التربوية في الدول الإسلامية أن الأغلبية العظمى من المعلمين لم يتم إعدادها على نحو يحقق أهداف التربية الإسلامية، ويرجع هذا لأسباب شتى. ولذا فإن ثمة اتجاهًا قويًا إلى إعادة النظر في برامج إعداد المعلم في ضوء التصور الإسلامي للتعليم؛ بحيث يكون معلما مؤهلاً في مادة تخصصه، وفي إعداده المهني. ويقترح في هذا الصدد إضافة مواد إلى برامج إعداد المعلمين تتضمن: فلسفة التربية في الإسلام، وتاريخ التربية في الدول الإسلامية، والتربية المقارنة.
المتعلم. نظرة الإسلام إلى المتعلم مشتقة من نظرته إلى طبيعة الإنسان، بوصفه أفضل مخلوقات الله، وأن لديه قابليات أودعها الله فيه، جعلته قادرًا على التعبير والتأمل والتذكر والتفكير والتخطيط والتنبؤ، والنظر الفاحص في آيات الله في الكون (الظواهر الطبيعية) وفي الأنفس (الظواهر الإنسانية الفردية والاجتماعية)، وأنه مستخلف عن الله في عمران الأرض، وأن السبيل الآمن إلى أداء الإنسان لأمانته هي العلم والتعلم والتعليم وإعمال العقل.
ويرى كثير من علماء التربية في الدول الإسلامية أن هذا التصور ليس متحققًا في التعليم في الدول الإسلامية، وأن الحفظ والتلقين هما النمطان السائدان في التعليم، ولذا فإنهم يلحون في أن يستبدل بهذا النمط نمط يستهدف استغلال الإمكانات العقلية والوجدانية للمتعلمين، ويحفز المتعلمين على بذل الجهد الذاتي في التعلم، وإعمال العقل، واستقصاء الأدلة والبراهين، والمفاضلة بين البدائل، واتخاذ القرار. ويؤكد المتخصصون في الدول الإسلامية على ضرورة التنسيق بين وسائل الإعلام الجماهيرية في أهدافها وفي مضامين ما تبثه، وبين ما يتوخاه النظام التعليمي من أهداف.
ويلفت التوجيه التربوي لنظم التعليم في الدول الإسلامية النظر إلى ما للبنية التنظيمية للمدرسة، ونمط العلاقات القائم بين من يعملون فيها من أثر على المتعلمين، ويدعو إلى ضرورة أن تتسم العلاقات داخل المدرسة بالتشاور والتعاون والتراحم، والتواصي بإجادة العمل في كل المستويات.