Dickens, Charles
تشارلز ديكنز كاتب إنجليزي شهير في عصره.
ديكْنـز، تْشارلز ( 1812 - 1870م ). روائي إنجليزي شهير يعد واحدًا من أكثر الكتاب شعبية في جميع العصور. من أشهر مؤلفاته: ترنيمة عيد الميلاد؛ ديفيد كوبرفيلد؛ آمال عظيمة؛ أوليفر تويست؛ أوراق بيكويك؛ قصة مدينتين.
كان ديكنز دقيق الملاحظة لما يجري في الحياة، كما كان ذا فهم واسع للجنس البشري وخاصة الشباب. أبدى عطفًا على الفقراء والضعفاء، كما انتقد وسخر من كل أناني جشع غليظ القلب. وبجانب ذلك، كان فنانــًا هزليــًا مبدعًا بشكل مدهش.
ولد تشــارلز ديكنز في بورتسماوث، وعمل في الثانية عشرة من عمره في مصنع في لندن للصق البطاقات على علب ورنيش الأحذية.
أخذ ديكنز ينتظم في المدرسة أحيانــًا ويتركها أحيانــًا أخرى، إلى أن بلغ الخامسة عشرة من عمره، حيث تركها نهائيًا. وانكب على المطالعة، فتأثر بالكتاب الأوائل مثل : وليم شكسبير وتوبياس سموليت وهنري فيلدنج. وأصبح ديكنز مراسلاً صحفيًا في أواخر العشرينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.
حاز ديكنز أول شهـــرة أدبيــة له عندما نشــر كــتابه أوراق بيكويك في أجـــزاء شهرية (1836 و 1837م). والواقع أن هذا الكتاب حاز شهرة قلما يحدث مثلها في تاريخ الأدب.
قام ديكــنز بإنشاء وتحرير مجلتين أسبوعيتين نالتا نجاحًا باهرًا. وقد ذاعت شهرته في أمريكا إضافة إلى بريطانيا.
في عام 1836م، تزوج من كاثرين هوجارث ورزق منها بعشرة أطفال، إلا أن الزوجين انفصلا عام 1858م. كان ديكنز يتمتع بطاقة عقلية وجسدية فذة، وتعود موهبته في ابتكار مشاهد مثيرة إلى حقيقة حبه للمسرح. في عام 1865م، بدأت صحته في التدهور ثم توفي بالسكتة الدماغية.
كتب ديكنز 20 رواية، أشهرها : أوليفر تويست؛ ديفيد كوبرفيلد؛ قصة مدينتين؛ ترنيمة عيد الميلاد التي تعد من أشهر الروايات في العالم؛ بليك هاوس التي تعد من أوجه كثيرة أفضل ما كتبه ديكنز، وهي رواية رمزية تتحدث عن ظروف الحياة المؤلمة في مجتمع مــادي فاسد. وفي المرحلة الأولى وبعد نجاح كتاب أوراق بيكويك، اتجه ديكنز إلى الموضوعات الأكثر جدية.
وفي المرحلة الثانية ـ خلال الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، ازدادت نظرة ديكنز عن المجتمع الفكتوري، بل وربما عن العالم كافة، حزنًا وكآبة؛ حيث أخذ يؤكد في حبكة رواياته وشخصياتها على الجانب الشرير للتجربة الإنسانية. ثم تحول إلى المغزى الرمزي ليستعين به في توسيع ملاحظاته، والتعبير عنها في الموضوعات السياسية المحلية والقضايا الاجتماعية، وفي أمور أكبر تتعلق بالقيم والأخلاق. وعلى سبيل المثال، فإن ضباب لندن غير الصحي، في رواية بليك هاوس، يجسد مرض المجتمع.
يعد ديكنز في الوقت الحاضر أحد الشخصيات الرئيسية في الأدب الإنجليزي، لكن مركزه لم يكن دائمًا بهذا المستوى من التقدير. حيث إن سمعته تدهورت فيما بين عامي 1880م و 1940م. وهذا يعود بشكل جزئي للتركيز على الجانب النفسي الذي أصبح شائعًا في الروايات بعد موت ديكنز. لقد صنّف النقاد ديكنز بشكل رئيسي على أنه مؤلف روايات مسلية، وفوق ذلــك على أنه مبتكر فن هزلي، وصانع شخصيات بغيضة. إلا أنهم رغم ذلك اعترفوا بأنه كان مبدعًا في حبكته الروائية ومشاهدته المسرحية، كما أنه كان العين الرقيبة والدقيقة على مجريات الحياة في لندن. ومع ذلك، عدوا نظرته للأمور نظرة ساذجة وغير واقعية، كما اعتقدوا أنه يفتقر إلى الذوق الفني، وأنه كان يعتمد كثيرًا على الملهاة الواسعة، والتأثيرات الدرامية والعاطفية، والظواهر النفسية الزائفة.
إلا أنه منذ عام 1940م، ظهر العديد من الكتب التي تصف ديكنز بأنه كاتب على درجة كبيرة من العمق والتعقيد. كما نال الثناء كمراقب حساس ذي نظرة فلسفية ثابتة في تحليل الصراعات البشرية ضمن المؤسسات الاجتماعية. ولذلك وُضع ديكنز في مصاف أولئك المؤلفين مثل: هرمان ملفيل وفرانز كافكا وفيودور دوستويفسكي.
وقد وضع النقاد المعاصرون شخصيات ديكنز جنبًا إلى جنب مع شخصيات شكسبير في تنوعها وحيويتها وقوتها.