إذاً فما هو الكلور
يُقبض على الشرير ويؤخذ إلى مكان ناء ، وهناك وفي سكون الليل يربط إلى قفص بالون بعد أن يكون هذا قد ملئ أبان الظلام بخليط من الهيدروجين والكلور . ثم يفك إسار البالون قبيل الفجر فينطلق إلى أعلى وتحمله الرياح والأرض لا تزال متشحة بالسواد . فإذا ما سقطت عليه أولى أشعة الشمس ، وهو في أعالي الجو ، إنفجر بعنف شديد فيقضي على الشرير ! . جرانت ألن ـ قصص أحد رجال العلم
إذاً فما هو الكلور ؟؟؟
إن الكلور النقي عبارة عن غاز وهو من أكثر الغازات سمُّيَّة وبنفس الوقت من أكثر الغازات فائدة وفي الطبيعة يؤلف الكلور جزءً من المركبات مثلاً ملح الطعام العادي . ولقد استحضر الكيماوي السويدي كارل سشيل الكلور النقي عام 1774 . واليوم يُستحضر بشكل رخيص بطريقة إمرار تيار كهربائي خلال محلول من ملح الطعام العادي
الكلور غاز عجيب من أبرز حصائصه حبه للهيدروجين ، فكلما واتته الفرصة اتحد بالهيدروجين لتكوين غاز حمض الهيدروكلوريك ( روح الملح ) . ويبلغ بالكلور حبه للهيدروجين إلى حد ( سرقته ) له من المواد الأخرى الحاوية له . ويبلغ هذا الولع أو الإنجذاب بين الكلور والهيدروجين إلى حد أنه لو خلطت كميتان متساويتان منهما في الظلام ثم أخرج المخلوط إلى ضوء الشمس لانفجر بعنف كبير
والكلور استخدم في الحرب العالمية الأولى كأول غاز سام . إذ استخدمه الألمان في عام 1915 م ، وبعدها استخدم الألمان والحلفاء غازات مختلفة من مركبات الكلور . ولكن سرعان ما أحيق المكر السئ بأهله ، فقد ارتد الغاز على عقبيه حيث هبت ريح من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي فدفع الألمان الثمن سريعا وفادحا . بينما زود الجنود البريطانيون بكمامات واقية تغطي الرأس والوجه لها مرشحات من الفحم النباتي والجير الصودي يبطل فعل الكلور
ومع ذلك فإن الكلور
يدخل في معظم أنظمة تقنية الماء في المدن لقتل الجراثيم والبكتيريا . إذ تستعمل أربعة أو خمسة أجزاء من الكلور مع مليون جزء من الماء فهي غير ضارة لجسم الإنسان ولو حتوى على مذاق كلوري
ويمكن تحويل الكلور إلى سائل بواسطة التبريد أو الضغط ويشحن وهو في حالة السيولة في اسطوانات من الحديد أو في سيارات مصممة بشكل خزانات لحمله ، كما يستعمل كمادة مبيضة وذلك لتبييض الورق العادي ويستعمل أيضا في عمل الأصبغة ويستعمل مركب من الكلور والأكسجين والبوتاسيوم وفي صنع الألعاب النارية وبعض أنواع عيدان الثقاب . وهناك مادة تستعمل للتنظيف الجاف وهي غير متفجرة وتدعى باسم كربون تيترا كلوريد ، وهي أحد مركبات الكلور وتستعمل في صنع بعض أنواع المطافئ ، كما يعتبر الكلور أحد المواد المطهرة
زيادة نسبة الكلور في الماء
المشكلة الأكبر أن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على دولة الكويت وحدها ، فقد ترددت أنباء عن إصابات طالت الأسماك قرب الشواطئ الإيرانية و نفوق كميات منها ، كما أن المد الأحمر يظهر في معظم المياه الإقليمية لدول الخليج و يهدد الثروات السمكية ، إن لم يكن الآن ففي المستقبل ، و ذلك إن لم تتم معالج هذه الظاهرة –ظاهرة المد الأحمر- من أساسها .
و من أجل ذلك كله كان اللقاء من الدكتور محمد الصرعاوي ، المدير العام للهيئة العامة للبيئة و رئيس اللجنة المكلفة ببحث و متابعة كارثة نفوق الأسماك ، و الذي قال إنه فور ظهور بدايات الكارثة تمكن رصد شكلته الهيئة من رصد كميات كبيرة من أسماك الميد النافقة على طول الشاطئ الممتد من شاطئ السلام و حتى مبنى مجلة الأمة (نحو 2 كيلومتر) ، و على الفور تم الاتصال بوكيل وزارة الكهرباء و الماء لمعرفة نسب الكلور التي تحقن بها المياه عند محطات القوى ، و تأكد أنها طبيعية . بعد ذلك اتصلنا بالهيئة العامة للزراعة و الثروة السمكية لمناقشة و بحث ظاهرة نفوق الأسماك ، فأخذوا عينات منها و من مياه البحر و من الرسوبيات و العوالق البحرية لتحليلها مخبرياً .
و أضاف : غير أنه ، و بناءً على أوامر من رئيس مجلس الوزراء بالنيابة عن الشيخ صباح الأحمد ، تم تشكيل لجنة ضمت ممثلين عن 26 جهة للوصول إلى مسببات هذه الكارثة . و من بين الجهات جامعة الكويت ، معهد الكويت للأبحاث العلمية ، وزارة الصحة ، وزارة الكهرباء و الماء ، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي ، إدارة خفر السواحل ، و بلدية الكويت و غيرها .
الفريق الممثل للجهات الست و العشرين قام بتحليل عينات من أحشاء السمك النافق في مختبرات الهيئة العامة للبيئة و مختبرات معهد الكويت للأبحاث العلمية ، و أرسل عينات إلى الخارج لتحليلها في كل من المملكة المتحدة و الولايات المتحدة و تابع تحليلاً قامت به وزارة الصحة و استمر في رصد الهوائم البحرية أو المد الأحمر .